المولد والنشأة
وفي عام 1950م استقبلت مدينة الرميثة بأحضانها الوليد الحميد وتلقت بشائر ميلاده باليمن والحبور متأملة بفراستها الفطرية ما لهذا الوليد من مستقبل واعد مشرق.
فما أن تخطى سنوات البراءة الأولى حتى تجلت على قسمات وجهه مخائل الحب والوفاء وشمائل النجابة والولاء.
ففي الرابعة من عمره لقنه أبوه حب الحسين بأن أعطاه إناءً لتوزيع الماء في مجلس الحسين رافعاً صوته اشرب الماء واذكر عطش الحسين.
وفي الخامسة من عمره مثّل شبيه أولاد مسلم بن عقيل، وفي السنة السابعة مثّل شبيه القاسم بن الحسن، وكانت تقام في الرميثة مراسم الشبيه والتمثيل لواقعة الطف وكان من المساهمين والمشتركين في التمثيل بها في بواكير حياته، ولما بلغ من العمر تسعاً شرع في المبادئ الأولية لخدمة المنبر الحسيني.
دراسته
تتميز دراسة العلوم الدينية في معاهد الحوزات العلمية لمدارس أهل البيت (عليهم السلام) وتنفرد عما سواها من الدراسات الأخرى بأنها تستمد قوتها وإبداعها وتتركز عناصر نجاحها وتقدمها على الملكات الذاتية والجهود الشخصية للطالب المجد والتلميذ المجتهد، فكلما بذل قصارى جهده وأقصى طاقته في الجد والتحصيل كلما كان أكثر تفوقاً وأسرع تقدماً ونجاحاً في عمله الرسالي، ولم تكن الدراسة في هذه المؤسسات العلمية من أجل نيل الشهادة والحصول على وثيقة تخوله استلام منصب أو ممارسة وظيفة رسمية في وزارة الأوقاف أو سواها من الوظائف العامة، وإنما هي دراسة عبادية في حقيقتها المقصود بها وجه الله والهدف منها تبليغ رسالته إلى المجتمع.
وقد رفد هذا النظام الحر في دراسات الشريعة مجتمعنا الإسلامي بأساطين الفقهاء وجهابذة العلماء والطراز المتميز من الأدباء والشعراء والخطباء وسواهم من الطاقات المبدعة والشخصيات العملاقة، ومن هذه المنابع الصافية والمعاهد الحرّة انبثقت شخصية الخطيب المهاجر. فإذا ما تخطينا مراحله الأولى من دراسته الرسمية الاعتيادية التي تخرج منها مبتدئاً بمدارس الرميثة ومستكملاً دراسته الثانوية في كربلاء ثم انتسب لمدرسة الخطيب الأهلية التي تعادل معاهد الدراسات العليا. ثم انخرط في صفوف الحوزة العلمية بكربلاء المقدسة بعد هجرته إليها مباشرة عام 1963م. وكان يجمع بين الدراستين الرسمية والحوزوية في آن واحد.
ومن أساتذته في العلوم الإسلامية الشهيد المظلوم السيد حسن الشيرازي والسيد مجتبى الحسيني والشيخ جعفر الرشتي والسيد محمد الطباطبائي والشيخ الكلباسي والشيخ جابر العفجاوي، وقطع مراحل المقدمات والسطوح حتى وصل إلى مرحلة البحث الخارج وهي مرحلة متقدمة في الدراسات الدينية.
كما تولى التدريس الديني في كربلاء بمدارس تحفيظ القرآن الكريم وكانت له حلقة من طلاب العلم يلقي عليهم بعض الدروس العربية والإسلامية كالشرائع والمنطق والنحو وغيرها.
>>>>>>>>>>>>>>>يتـــبـــــــع >>>>>>>>>>>>>>>>>>