أنوار المهدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الاعتماد على النفس

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نور الزهراء
المشرفون المميزون
المشرفون المميزون
نور الزهراء


انثى عدد الرسائل : 2780
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 10/08/2007

الوصف
نقاط المسابقات:
الاعتماد على النفس Left_bar_bleue14/100الاعتماد على النفس Empty_bar_bleue  (14/100)
وصفك:

الاعتماد على النفس Empty
مُساهمةموضوع: الاعتماد على النفس   الاعتماد على النفس Emptyالسبت سبتمبر 01, 2007 10:58 pm

إن الإعتماد على النفس من وسائل تنمية الذات ، لذلك نقلت لكم هذه المحاضرة التربوية التي ألقاها سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله، دام ظله الشريف على مجموعة من المؤمنين في 15ذي القعدة 1420هـ، الموافق 19/2/2000م.


بسم الله الرحمن الرحيم


المقدمة


اوالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين وعلى جميع أنبياء الله المرسلين.

إن لاعتماد على النفس، فيما يقع تحت وسعها وطاقتها فضيلة، والإسلام الذي يؤكد دائماً على عزّة الإنسان المؤمن وكرامته يريد أن يراه دائماً في مواطن العزة ومواضع الكرامة، وأن لا يستذل نفسه أو يهينها بذلّ السؤال صغيراً كان أو كبيراً، فذلك هو فقر النفس فيما الإسلام يريد للنفس المؤمنة أن تكون غنية متعفّفة حتى وإن كان بها خصاصة. وكما عالج الإسلام نقطة الضعف هذه، عالج أيضاً نقطة ضعف أخرى وهي إلقاء الإنسان كلّه على غيره، وتكليف الآخرين قضاء حاجاته وهو القادر على إنفاذها بنفسه.

بين هذين الخطين تحرّكت المحاضرة التربوية التي ألقاها سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله، دام ظله الشريف، في 15ذي القعدة 1420هـ، المصادف 19/2/2000م.



الاعتماد على النفس


من أسس البرنامج التربوي الإسلامي فيما يخص الإنسان في علاقته بحاجاته أو فيما يطلبه من الآخرين مما يهمه أو يحتاجه، هو أن الإنسان المسلم يملك طاقات كثيرة يمكن له أن يفجّرها وينمّيها ويحرّكها في اتجاه حاجاته، وأن عليه أن يحدّد تلك الحاجات فلا تطغى عليه.

إنّ الإسلام يريد للإنسان أن يعيش في الحياة ـ سواء كان فرداً أو جماعة ـ الاعتماد على نفسه، بحيث أنّه إذا قدر أن يقوم بشيء فإنّ عليه أن يمارس ذلك بنفسه حتى لو كان يملك أن يكلّف به غيره. فهو ـ مثلاً ـ إذا كان قادراً في بيته على أن يقوم ببعض حاجاته، وكان العرف العام أن يكلّف زوجته أو ابنته أو ولده، فإنّ عليه ـ انسجاماً مع هذا الخط التربوي المنهجي ـ أن يقوم بالفعل بنفسه ولا يكلّف غيره، بحيث يتعلّم أن يمارس كلّ شيء يستطيع أن يمارسه بنفسه حتى لو كان غيره مستعداً للقيام به.

ونحن نعرف أنّ هذا الخط التربوي لا يتصل بحياة الإنسان بنفسه فحسب، بل يتصل بحياة الأمة كلها في اقتصادها وأمنها وفي الكثير من حاجاتها التي يمكن لها أن تنظّمها لتقوم بها بنفسها دون سؤال الآخرين.

إن الإسلام يؤكد للإنسان أنّ سؤال الآخرين في حاجاته قد يسيء إلى نفسيته لأنّ اليد العليا تمثل حالة فضلى بالنسبة لليد السفلى، فالمسؤول سوف يمثّل في موقعه أو في طبيعة السؤال حالة فوقية للسائل، والله تعالى يريد للإنسان ـ مهما أمكنه ذلك ـ أن يحتفظ بكرامته وبعزّة نفسه.


السؤال من غير حاجة


هذه المسألة عالجها التراث الإسلامي الوارد عن النبي(ص) وعن أئمة أهل البيت(ع) وهي تتصل بدائرتين:


الأولى: دائرة السؤال من غير حاجة.

الثانية: دائرة السؤال في الحاجة التي يملك الإنسان أن يستغني فيها عن الآخر.


وفي الدائرة الأولى، عن الإمام الصادق(ع) قال: قال علي بن الحسين(ع): "ضمنت على ربي"، وهذه كلمة كبيرة جداً لا يملك القول بها إلا الذين قرّبهم الله إليه وأعطاهم الموقع المميز بحيث يضمنون على الله من خلال ما عرّفهم من خطوط وحقائق دينية.

"أنه لا يسأل أحدٌ من غير حاجة، إلا اضطرّته المسألة يوماً إلى أن يسأل من حاجة". أي أنك إذا سألت من دون أن تكون لك حاجة في سؤال الآخرين فلك كفايتك ولك ما تعيش به وما تستعين به، ولكنّك بفعل الطمع، أو بفعل حالة نفسية معقّدة دأبت على أن تسأل الآخرين، فإنّ الله سيعاقبك في الدنيا بأن يبتليك ببلاء يجعلك تسأل بفعل هذا الضيق أو هذا البلاء الذي أصابك.


فقـر في النفس


وفي الحديث عن أبي عبد الله(ع) قال: قال أمير المؤمنين(ع): "اتّبعوا قول رسول الله(ص) فإنّه قال: من فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه باب فقر". فكأنّ الله سبحانه وتعالى يقول له ما دمت تسأل الناس وأنت في غنى من حاجاتك فإن معنى ذلك أنّك تضع نفسك موضع الفقير الذي يحتاج إلى السؤال، وإذا كنت مصاباً بفقر النفس فإن الله سوف يعاقبك على ذلك بأن يفتح عليك فقر المال، والرزق ـ كما نعلم ـ من الله سبحانه وتعالى وهو لا يريد للإنسان أن يكون فقير النفس بحيث يسقط نفسه بالسؤال وهو في غنى عن سؤال الناس لأنه يملك ما يسدّ به رمقه وحاجاته.

وفي الحديث عن أبي عبد الله(ع): "ما من عبد يسأل عن غير حاجة فيموت حتى يحوجه الله إليها، ويثبّت له بها النار". لأنك عندما تسأل من غير حاجة فإنّك توحي إلى الآخرين بأنك موضع للصدقة، أو بأنّك موضع للإعانة والمساعدة في حين أنك في الواقع لا تحتاج إلى صدقة أو مساعدة، فأنت تكلّف الناس من خلال إيحاءك أن يعطوك ما لا تحتاجه بعنوان أنّك تحتاجه لأنهم لا يعرفون غناك عنهم بعد أن قدّمت حاجاتك إليهم.


كراهيـة المسألـة


وأما في الجانب الآخر، وهو أن تسأل الناس وأنت في حاجة فعلية ولكنّك تملك القيام بها، وأن تلبّيها بجهدك، ففي الحديث عن أبي بصير عن أبي عبد الله(ع) قال: "جاء فخذ من الأنصار" أي جماعة "منهم رسول الله(ص) فسلّموا عليه، فردّ(ع) فقالوا: يا رسول الله: لنا إليك حاجة، فقال: هاتوا حاجتكم، قالوا: إنها حاجة عظيمة، فقال: هاتوها، ما هي؟ فقالوا: تضمن لنا على ربّك الجنة". فهي فرصة ثمينة أن تكون بيننا يا رسول الله، لا سيما وأنّك حبيب الله وأنك شفيع المذنبين إلى الجنة وأنت القادر على ضمانها لأي شخص من خلال كرامة الله لك. "قال: فنكّس رسول الله(ص) رأسه، ثم نكث في الأرض ثم رفع رأسه". فكأن النبي(ص) استغرب هذا الطلب، لأن مسألة نوال الجنّة هي أن يقدّم الإنسان ما يستحق به الحصول عليها {وسارِعوا إلى مغفرةٍ من ربّكم وجنّةٍ عرضها السماوات والأرض أُعدّت للمتقين} [آل عمران:133]. فالجنة ليست من الأمور التي تطلب من غير عمل، فلا بدّ أن يقوم الإنسان بعمل يمكن أن يستحقّ به الجنة ليعطيه الله الجنة، وهو تعالى شأنه يعطي من يشاء بغير حساب كما يعطي رزقه بغير حساب، ولكنه ـ في تقديره للأمور ـ جعل للجنة ثمناً، وجعل العمل هو ثمنها، فكيف يطلب هؤلاء أن يضمن لهم الرسول(ص) الجنة بدون عمل.

هنا أراد النبي(ص) أن يضع لهم خطاً للعمل يستوعب كل نشاطاتهم في الحياة، "ثم رفع رأسه فقال: أفعل ذلك بكم، على أن لا تسألوا أحداً شيئاً"، وهو أن تقوموا في الحياة بكلّ ما تملكون القيام به حتى لو أمكنكم تكليف الآخرين به سواء في الجوانب الخاصة أو في الجوانب العامة، أي أن تعتمدوا على أنفسكم في كلّ شؤونكم فمن اعتمد على نفسه وقام بكلّ ما يحتاجه في حياته من دون أن يسأل أحداً شيئاً وهو القادر على أن يسأل الآخرين شيئاً، فإن الله يعطيه الجنة جزاء ذلك، لأنه سبحانه وتعالى لا يريد للإنسان ـ مهما أمكن ـ أن يستغل طاقة الآخرين فيما يملك أن يحرّك طاقته لإنجاز فعله، ولا يريد له أن يكون متواكلاً بحيث يستغل علاقته بالآخرين من أجل أن يريح جسده ويتعب غيره مما يملك أن يتعب جسده فيه. "قال: فكان الرجل منهم يكون في السفر فيسقط سوطه فيكره أن يقول لإنسان: ناولنيه". بل كان ينـزل عن فرسه ويتناول السوط بنفسه رغم أن صاحبه إلى جانبه وهو يستطيع أن يكلّفه ذلك من دون أيّ حرج، ولكن الرسول(ص) أخذ العهد منه على أن لا يسأل أحداً شيئاً ليعتمد على نفسه حتى في مثل هذا الأمر الصغير. "فراراً من المسألة، فينـزل فيأخذه، ويكون على المائدة فيكون بعض الجلساء أقرب إلى الماء منه، فلا يقول: ناولني، حتى يقوم فيشرب".

إنّ النبي(ص) لم يحرّم عليهم ذلك، فهو ليس حراماً ولا سيما أنّه مما تعارف الناس عليه، فطبيعي أن يسقط منك شيء ما فتقول لمن هو قريب عليه ناولني إيّاه، أو تقول لمن هو قريب من الماء: ناولني الماء وما شاكل ذلك، مما لا يجد الناس فيه غضاضة، ولا سيما عندما يكون الإنسان في البيت مع زوجته، فإنّ من المتعارف أن يطلب منها كلّ هذه الأمور بل أكثر من ذلك، وربما يتضايق إذا تأخرت أو لم تستجب لطلبه وهو قادرٌ على القيام به.


السؤال ذلّ وفقـر


ونقرأ في الخط العام للسؤال، عن الحسين بن حمّاد عمّن سمع أبا عبد الله يقول: "إياكم وسؤال الناس فإنّه ذلّ في الدنيا وفقر تعجّلونه". يعني إذا كنت في حاجة فحاول أن تربي ذاتك على أن تحقق أنت هذه الحاجة وأن لا تسأل الناس ذلك، لأن الذين يقدّمون لك حاجاتك يملكون ما تملك من قدرة، فلماذا لا تجرّب أن تلبّي حاجاتك بنفسك لتكون مثل الناس فتحتفظ بعزّة نفسك وغناك؟!

"وحساب طويل يوم القيامة"، لأن الله سوف يحاسبك على هذا السؤال، لماذا سألت، وكيف سألت، وهل أنت في حاجة، ولماذا لم تنمّ قدراتك وما إلى ذلك.

وفي الحديث عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر(ع): "يا محمد، لو يعلم السائل ما في المسألة، ما سأل أحدٌ أحداً". أي لو يعلم ما فيها من ذلّ وفقر نفسي ونتائج سلبية على مستوى الكيان الداخلي للإنسان لاحتفظ بعزّة نفسه حتى لو كان يواجه الحرمان عندما يمتنع عن المسألة "ولو يعلم المعطي ما في العطيّة ما ردّ أحدٌ أحداً".

وفي مقابل ذلك، لو أنّ إنساناً بذل ماء وجهه، واستعجل الفقر في ممارسته لمسألته، فإنّ على المعطي أن يعرفأنّ أفضل العطاء هو بالمرتبة التي لو عرف قيمته عند الله لما ردّ أحدٌ أحداً.



استغلال الدول الكبرى لحاجات الدول الصغرى


أيها الأحبة، هذا هو تراث الإسلام فيما تركه لنا النبي(ص) وأهل بيته(ع) وهو الذي يؤكّد للإنسان، فرداً أو مجتمعاً أو أمّة، أنّه إذا قدر على أن يتحمّل حاجاته، أو أن يقدّرها، أو أن يستغني عن بعضها، فإنّ عليه أن لا يسأل الناس ذلك، لأنهم لا يعطوك شيئاً من دنياهم إلا إذا أعطيتهم شيئاً من دينك. وهذا الأمر يتمثّل في عصرنا هذا بكلّ ما تطلبه الدول الصغيرة والشعوب المستضعفة من الدول الكبرى الغنية، فإنهم لا يقدّمون للشعوب شيئاً إلا ويفرضون عليها شروطاً قاسية صعبة تتدخل في كلّ اقتصادها وسياستها وأمنها، كما يفعل الصندوق الدولي فهو يفرض من خلال القروض التي يقدّمها لأيّ بلد من البلدان يعمل على أن شروطاً مجحفة تتصل بحركة الاقتصاد، فهو في الظاهر يقدّم القروض بعنوان ترشيد اقتصاد تلك البلدان، ولكنها في الحقيقة تقع تحت عبء هذه الديون حيث يخلق لها الكثير من المشاكل في الواقع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، قبل أن تستطيع الوفاء بديونها.

وهكذا نجد كيف أنّ الشعوب تستورد الكثير من الكماليات التي تفرض عليها الكثير من الشروط التي ربّما تصادر أوضاعها السياسية أو التربوية أو الاقتصادية والأمنية. لذلك فعندما نعيش واقعاً اقتصادياً معيناً علينا أن نعمل على أن التقليل من حجم حاجاتنا الكمالية ما أمكننا ذلك.

فعندما ندرس ميزانية أية دولة وما يكلّفها استيراد السجائر ووسائل التدخين الأخرى نجد أن الدخان يكلّفها مئات الملايين من العملات الصعبة، ونجد أن كلّ واحد من المدخنين يقتطع من غذاء وكساء أولاده وعائلته الكثير من أجل ذلك.

ونلاحظ ذلك أيضاً عندما ندرس حجم الكماليات في دول العالم الثالث التي تستورد من الغرب، فإننا نجد حجم هذه الكماليات يفوق حجم الضروريات، وبذلك تسقط هذه الدولة أو تلك تحت تأثير الديون. كما نلاحظ هذا الأمر في أغلب دول العالم الثالث ولا سيما الدول العربية والإسلامية، فنرى كيف سقطت تحت تأثير الديون الثقيلة وهي الآن تواجه مشاكل كبيرة وعويصة جداً، بحيث تفرض عليها شروط سياسية أو اقتصادية تتحدى موقعها السياسي وموقعها الاقتصادي.

من أجل ذلك كلّه، فإنّ هذه الكلمات المضيئة الحكيمة التي جاءت عن النبي(ص) وعن الأئمة الهداة من أهل بيته(ع) تريد أن تركّز في وعي الأمّة ووجدانها أنّ على الإنسان أن يقدّر حاجاته بقدر إمكاناته، فإذا استطاع أن يقوم بحاجاته فعليه أن لا يطلب من الآخرين أن يحقّقوها له، وإذا استغنى عن هذه الحاجات بطريقة وبأخرى فإنّ عليه أن يحرم نفسه من بعض لذّاتها ليحتفظ لها ببعض كرامتها وهذا هو المنهج التربوي الإسلامي الذي يمتدّ إلى ساحة الحياة كلّها. فقد ورد عن أمير المؤمنين(ع) في نهج البلاغة: "إحتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمّن شئت تكن نظيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره".

أيها الأحبة، تعالوا إلى الإسلام الذي يتحرّك ليجعلنا نقف على أرض صلبة، وأن ننفتح على مستقبل مضيء مشرق فاعل، لا أن نبقى نراوح مكاننا في البدايات من دون أن نتقدّم خطوة واحدة نحو العلاء.


والحمد لله رب العالمين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بسمة غلا
عضو ملكي
عضو ملكي
بسمة غلا


عدد الرسائل : 694
تاريخ التسجيل : 15/08/2007

الوصف
نقاط المسابقات:
الاعتماد على النفس Left_bar_bleue1/100الاعتماد على النفس Empty_bar_bleue  (1/100)
وصفك:

الاعتماد على النفس Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاعتماد على النفس   الاعتماد على النفس Emptyالأحد سبتمبر 02, 2007 3:49 pm


سلمتي غاليتي على النقل
.....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاعتماد على النفس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أنوار المهدي :: الاقسام الاجتماعية :: ¨°o.O ((منتدى هندسة الحياه)) O.o°¨-
انتقل الى: