هيثم لــم يستشهد ... معجزة جديدة

السلام عليكم


انه هيثم الذي تواعد مع اخيه بالالتقاء معه في الجنة, هيثم الذي اقيمت له مراسم التشييع في القرية وبكى عليه من لم يبك ...>>>



في موقع قرب بنت جبيل , هناك كان يمكث هيثم ومن معه من مقاتلين , يتبادلون النكات , يدبكون , يقاتلون ,يفرحون ويحزنون .

قبيل وقف اطلاق النار بحوالي خمسة ايام , طلب من هيثم المغادرة , اي الانتقال ,الى بنت جبيل , لماذا ؟

ناهيك عن خبرته العسكرية والقتالية , يتميز هيثم بشيء آخر غير اختصاصه في القوة الخاصة , اي المواجهات مع العدو وجها لوجه , يتميز انه يعمل في الاسعاف الحربي لحزب الله . لذلك ,طلب منه التوجه الى بنت جبيل لمدواة بعض الشباب ودعمهم بالنواقص . مع الاشارة الى ان النقطة التي طلب منه الذهاب اليها خطيرة للغاية . لا اعني الموقع فقط , بل الطريق التي سيسلكها والظروف المحيطة :

اولا : طائرات الاستطلاع دائما في الجو.

ثانيا : الطريق مشرّكة والالغام في كل مكان .

ثالثا : صعوبة الاستدلال والوصول في الوقت المحدد .

المهم , حزم هيثم امتعته ونواقص الشباب وباشر في التقدم الى المكان المطلوب . ساعتان , هي المهلة المطلوبة لوصوله الى ذاك المكان .

" ام كامل كما يلقبونها " الشباب ". هي طائرة الاستطلاع "Mka" التي لم تتوقف عن العمل , تحت هذه الطائرة وفوق الالغام , بين الاشجار ومع سكون الليل , كان هيثم يتنقل .

فجأة , وجد نفسه في مكان غير مطابق للمعطيات التي على اساسها انتقل , فهو في واد آخر !

ها قد اضل الطريق والشباب في انتظاره , مر يوم واحد على الموعد وهيثم في نفس المكان . ماذا سيفعل ؟ فهو لا يستطيع التقدم الى الامام , ولا يستطيع العودة , والشباب في انتظاره !

" بعد استيقاظك ستسمع طلقتان . اتبعهما , ايضا ستسمع طلقتان , اتبعهما , ثم ستسمع طلقة . اتبعها وستجد نفسك في المكان المناسب "! .

استيقظ هيثم من نومه , لم يصدق ما رآه وما سمعه في المنام . فهو قد راى شخصا طويل القامة , ابيض الوجه , جماله لا يوصف وهيبته لا تصدق .

مع الاشارة الى ان ما اوردناه من المنام هو مقتطف من الكلام , فما قيل يهم صاحب العلاقة فقط .

استيقظ , سمع طلقتان , اتجه نحو الصوت , دقائق معدودة وسمع طلقتان , تابع تقدمه .

اخيرا , سمع طلقة واحدة , التفت يمينا ويسارا , ها قد وصل الى الموقع .

" الشباب " لاحظوا عليه الدهشة والصدمة , سالوه واخبرهم بما جرى .

ابتسم احد المقاتلين وقال له : " انهم اهل البيت , هم معنا منذ بداية الحرب الى الآن , فوالله لكل منا قصة ومعجزة !" .

بعد مداواته للجرحى ودعمهم بالنواقص , وبعد وصوله بيومين , كلف هيثم ومعه اربعة مقاتلين بالاستعداد لكمين محكم في تلك المنطقة .

" الحمد لله , الحمد لله , اني سألقى أخي في الجنة , الشهادة تنتظرني , الحمد لله !".

الفرحة سيطرت عليه وجعلته يبكي فرحا !

استعدوا للكمين , تقدموا وكمنوا - مر اليوم الاول , ومر الثاني والشباب لم يتوقفوا بالصيد .

عادوا الى نقطتهم تزامنا مع وقف اطلاق النار , اي يوم تطبيق القرار , وفي الساعة الثامنة .

هيثم لم يتوقف عن البكاء , رمى بنفسه على الارض ومرمغ نفسه بالتراب , يبكي ويبكي ! فهو قد وعد اخيه بان يلقاه في الجنة وها هو قد خان العهد – كما – يعتقد .

" الله اكبر . الله اكبر , هيثم لم يستشهد !" انها اول جملة سمعها بعد وصوله الى القرية . توافدت الحشود والجموع الى منزل هيثم , فمراسم التشييع كانت قد اقيمت له والناس قد بكت عليه . والآن هو موجود بينهم , لكنه لم ياخذ ويعطي في الموضوع , همه هو الشيخ "ابو مهدي " !. (اخوه الذي استشهد قبله )

ها قد عاد الشيخ , حزينا , يائسا , الى القرية . عاد وفي قلبه شعور الخيانة وعدم الوفاء , خجلا من نفسه , لكن راضيا بما قسمه الله وجعله نصيبا له .