بسم الله الرحمن الرحيم
مولد الزهراء صلوات الله وسلامه عليها
إذا كان لابد من يوم للمرأة، فأي يوم أسمى وأكثر فخراً من يوم مولد فاطمة الزهراء (سلام الله عليها).. المرأة التي هي مفخرة بيت النبوة وتسطع كالشمس على جبين الإسلام العزيز.(من كلمة بمناسبة يوم المرأة بتاريخ5/5/1980).
إنه يوم عظيم.. يوم أطلّت على الدنيا امرأة تضاهي كل الرجال.. امرأة هي مثال الإنسان.. امرأة جسّدت الهوية الإنسانية كاملة؛ فهو إذن يوم عظيم يومكن أيتها السيدات. (من حديث في جمع من النساء بتاريخ17/5/180) .
لقد وقعت هذه الولادة السعيدة في عصر وبيئة لم يكن يُنظر إلى المرأة كإنسانة، بل كان وجودها مدعاة لشعور أسرتها بالضعة تجاه الأُسر الأخرى في الجاهلية. في مثل هذه البيئة الفاسدة المهولة، أخذ نبي الإسلام العظيم بيد المرأة وأنقذها من مستنقع العادات الجاهلية. ويشهد تاريخ الإسلام على الاحترام الكبير الذي أولاه رسول الله – صلى الله عليه وسلم– لهذا المولود النبيل، لكي يلفت الأنظار إلى عظمة المرأة ومكانتها في المجتمع، وأنها ليست أدنى من الرجل، إنْ لم تكن أفضل منه. إذن، فمثل هذا اليوم هو يوم حياة المرأة.. يوم ولادة فخرها وانطلاقة دورها العظيم في المجتمع. (من حديث في جمع من طياري القوة الجوية بتاريخ24/4/1981).
أبارك لكنّ أيتها السيدات، وجميع نساء البلدان الإسلامية، العيد السعيد: عيد مولد الوليد الأعظم الصديقة الزهراء، وآمل أن تسلك كل النساء الطريق الذي اختطه الله تبارك وتعالى، وأن يُحققن الأهداف الإسلامية السامية.
إنه لمفخرة كبرى اختيار يوم مولد الصديقة الزهراء يوماً للمرأة. إنه لمفخرة ومسؤولية. (خلال لقائه (قدس سرُه ) جمعاً من الأخوات بمناسبة يوم المرأة بتاريخ2/3/1986).
غداً يوم مولد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء، يوم المرأة. إن مختلف الأبعاد التي يمكن تصورها للمرأة، وللإنسان، تجسدت في شخصية فاطمة الزهراء. لم تكن الزهراء امرأة عادية، بل كانت امرأة روحانية وملكوتية.. كانت إنساناً بتمام معنى الكلمة.. نسخةً إنسانية متكاملة.. امرأة حقيقة كاملة.. حقيقة الإنسان الكامل. لم تكن امرأة عادية، بل هي كائن ملكوتي تجلى في الوجود بصورة إنسان.. بل كائن إلهي جبروتي ظهر بصورة امرأة.
فغداً يوم المرأة؛ التي اجتمعت فيها كل الخصال الكمالية المتصوَّرة للإنسان، وللمرأة. المرأة التي تتحلى بجميع خصال الأنبياء. المرأة التي لو كانت رجلاً لكانت نبياً.. لو كانت رجلاً لكانت بمقام رسول الله.
غداً يوم المرأة.. حيث ولدت جميع أبعاد منزلتها وشخصيتها. غداً ذكرى مولد الكائن الذي اجتمعت فيه المعنويات، والمظاهر الملكوتية، والإلهية، والجبروتية، والملكية والإنسية.. فهي إنسان بتمام معنى الإنسانية، وامرأة بكل ما تعنيه المرأة من معنى إيجابي.
إن المرأة تتسم بأبعاد مختلفة كما هو الرجل، وأن هذا المظهر الصوري الطبيعي يمثل أدنى مراتب الإنسان: أدنى مراتب المرأة وأدنى مراتب الرجل. بيد أن الإنسان يسمو في مدارج الكمال انطلاقاً من هذه المرتبة المتدنية. فهو في حركة دؤوبة، من مرتبة الطبيعة إلى مرتبة الغيب؛ إلى الفناء في الألوهية. وأن هذا المعنى متحقق في الصديقة الزهراء، التي انطلقت في حركتها من مرتبة الطبيعة وطوت مسيرتها التكاملية بالقدرة الإلهية؛ بالمدد الغيبي، وبتربية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لتصل إلى مرتبةٍ دونَها الجميع.
إذن في مثل غد تحققت مختلف الأبعاد الممكن تصورها للمرأة، وظهرت المرأة إلى الوجود بتمام معناها. فغداً يوم المرأة، حقاً.
للأسف، كانت المرأة مظلومة في فترتين. ففي الجاهلية لحقها ظلم كثير قبل أن يمنّ الإسلام على الإنسان وينقذ المرأة من الظلم الذي كانت تعانيه؛ حيث كان التعامل معها لا يختلف عن التعامل مع الحيوانات، وربما أسوأ.
كانت المرأة مظلومة في الجاهلية، فجاء الإسلام وانتشلها من مستنقع الجاهلية.
إن سعادة البلدان وشقاءها منوطان بوجود المرأة. فبتربيتها الصالحة تصنع الإنسان، وتعمّر البلاد.
إن أحضان المرأة منطلق جميع السعادات، ولكن للأسف جعلوا من المرأة ألعوبة.
لقد ألحق الأب والابن –خاصة الابن– مصائب وأذىً بالمرأة لم تلحق مثلها بالرجال.
المرأة مبدأ جميع الخيرات. وقد رأيتم ورأينا كيف كان دور المرأة في هذه النهضة.
إن التاريخ يشهد على عظمة المرأة ودورها الريادي. …
إن الانحطاط الذي جُرّت إليه نساء في هذا القرن ، لا يُدري إن كان عصر الجاهلية قد شهد مثله. في كلتا الفترتين كانت النساء مظلومات. في الجاهلية الأولى، جاء الإسلام وأنقذهن من الأسر. وفي عصرنا هذا آمل أن يأخذ الإسلام بأيديهن وينقذهن من مستنقع الذل والظلم أيضاً.
غداً يوم المرأة.. المرأة التي يفخر بها العالم. يوم المرأة التي وقفت بنتها في وجه الحكومة الطاغية وألقت خطبتها تلك، ونطقت بذلك الكلام الذي نعرفه جميعاً.. بنتها التي وقفت في وجه الطاغية الذي إذا ما نبس الرجال بكلمة قتلهم جميعاً، ووبّخته ولم تخف. وبّخت يزيد وأعلمته بأنه ليس إنساناً، ولا يليق بالإنسانية.
يكتمل 0000000000000000000000000