« طش سات + طاش مطاش »

زائر

اختصروا شعار القنوات بـ «العبوا على مشاعر الناس تجيكم دراهم»

«طش سات» فكرة جميلة ونهاية مُتجنية

سلام عبدالعزيز – الدمام

القصبي في شخصية «فؤاد»

الغانم أثناء التصويرفي لقاء أجرته «اليوم» قبل أيام مع المخرج المتميز عبدالخالق الغانم أوضح فيه أن نجاح طاش وإستمراريته راجع إلى القضايا التي يطرحها وليس إلى الأشخاص ، وأعتقد أن الغانم قال تلك العبارة من باب التواضع و اللطافة التي يشتهر بها ، فالحقيقة التي لا ينكرها أحد أن استمرارية طاش و نجاحه هي في الثلاثي الذي نهض بأعمدته «عبدالله السدحان و ناصر القصبي و عبدالخالق الغانم» بالدرجة الأولى ، و ذلك لارتباط «طاش منذ بداياته بهم» ، وطاش لن يكون طاشاً بنكهته و جاذبيته إذا فقد أحد هذا الثلاثي ، وقد يكون أي عمل ناجحا بفكرته وطاقم تمثيله لكنه لن يكون طاش إلا بتواجد السدحان والقصبي ، فقد بات لوجودهما خصوصية خلقتها روح كل من السدحان والقصبي وروح عبدالخالق حتى بات يصل إلى المشاهد لا شعورياً أنهم أسرة واحدة .
«طش سات»
جاءت الحلقة الأولى من طاش هذا العام «طش سات» سيناريو وحوار سعد المدهش بفكرة جميلة وحيَّة وهي «القنوات الفضائية» والعبث بالفضاء من جانب بعض المستثمرين وكأن الفضاء بات مستعمرة مباحة لكل من لديه بعض المال ، فما عليه سوى أن يشتري مساحة منه ويبث فيها ما يشاء من هزل وتفاهة المهم ما تدره عليه من أرباح .
الفكرة نابضة بفاجعتنا بما تبثه تلك الأقمار الصناعية على مدار الساعة بكل ما يهدم الأسر والقيم ويخدش الأعراف والحياء ولا نملك معه من حل سوى « التشفير» ، ذلك الذي تلميذ في المتوسطة يستطيع فكه وإيهام عائلته بأنها مُشفرة ومتى أراد حل شفرتها فعلها دون أدنى عناء!.
نهاية جائرة
لا شك أن الحلقة جميلة وكشفت جوانب عمَّا يدور في الفضاء من مهازل تثير استغرابنا عن سر وجود قنوات تافهة مثل قنوات الألغاز وأيضا شريط الـ sms بكل قلة الحياء التي فيه لندرك أنها صناعة من غرفة الكونترول لا أكثر ، لكن النهاية وفي رأيي الشخصي مُتجنية وغير واقعية وكان الأجدر أن تنتهي الحلقة ويحقق بو حسين الأرباح عند قنوات الشعوذة التي وكما عايشنا مؤخراً ملأت الفضاء حتى بات المرء يتصور أن الجن معه في كل خطوة وأن كل العالم مسحور، حتى تكاتفت كل الجهود لإيقافها ونجحت في ذلك مؤخراً في العرب سات وإن كانت لا تزال تبث من مواقع أخرى ، فإذا كان السبب هو الخشية أن يكون ذلك دعاية لها كان على السيناريست أن يضع حدثا دراميا لأحد أفراد عائلة بو حسين أو عدنان يتصل بهذه القنوات وتكون نهايته مأساوية ، وإن كان السبب هو قصر وقت طاش المُقرر لها كان بالإمكان أن تنتهي الحلقة بأن القنوات «الحوارية» مثلاً هي التي تحقق الأرباح ، فمن المعروف أننا شعوب تحتاج إلى مُتنفس وتتهافت على المحطات التي تُفسح لها المجال لتفريغ شحنات الغضب في داخلها والتي تتحول أحيانا إلى معارك طاحنة على الفضاء ، لا أن تكون النهاية هي المحطات الدينية فهي وإن حققت أرباحاً فليست كأرباح قنوات الشعوذة أو القنوات الحوارية بل أن العديد منها مهجور ولا أحد يلتفت له ، وأيضاً ليس بالأسلوب الساخر والمستفز للمتدينين كما جاء في نهاية الحلقة .
المبنى الزجاجي
الفنان عبدالخالق الغانم بعد كل هذه السنوات باتت العملية الإخراجية «حرفنة» بالنسبة له كما نلاحظ في الحلقات ، واختياراته موفقة في جانب الموسيقى التعبيرية المصاحبة للموقف ، لولا أن هناك نقطة الانتقال من مشهد إلى مشهد أو القطع فقد تكرر مشهد المبنى الزجاجي أو الشارع القريب منه مع حركة السيارات للانتقال . هذا المشهد تكرر كثيراً وعلى الفنان الغانم أن يُغير فيه إن أمكن ، فنحن نُدرك عامل الزمن بالنسبة إليه للحاق بشهر رمضان ، لكن تكرار المنظر يحتاج منه لإعادة نظر في السنوات القادمة إن شاء الله ! .
أداء مُتميز
في جانب الأداء التمثيلي يبدو أن سنوات الممارسة أكسبت الفنان المُتزن عبدالله السدحان ثقة وتلقائية واضحة ، هذه التلقائية والبساطة تنعكس على المشاهد الذي يشعر بنوع من المصداقية والقرب النفسي مع شخصيته ، أما الفنان ناصر القصبي فعليه أن لا يُصدق أن يتوقف عن أداء شخصية عدنان أو فؤاد التي أبدع فيهما ولا تزالا قادرتين على انتزاع الضحكة من أعماق قلوبنا بحركات جسده ويديه ونظراته التي تقطر سذاجة . وهذا الأمر ينطبق تماماً على شخصية «بو مساعد بالنسبة للفنان السدحان» مع الاختلاف في تركيبة الشخصية .
باقي الشخصيات أدت دورها في حدود الدور المرسوم ، لولا أن علينا أن نتوقف أمام الأداء التمثيلي للفنان الذي أدى شخصية «بسطويسي» فقد أداها بإتقان شديد ولولا أن المشاهد ميز ملامحه من أعمال سابقة لراوده الشك في أنه بالفعل «بسطويسي» بكل ذلك الإتقان للهجة والانفعالات والإيماءات

مشكوووووووور

مشكوووووووور