أسعار
علاقتي بالسوق وأعني سوق المستلزمات اليومية ليست كما ينبغي فأنا محترف مجمعات وأهوى دفع عربات التسوق وطابور «الكاشير» وأدفع بالجملة لذلك فمعرفتي بثمن كل سلعة غير مهم ولا أدقق فيه، رغم ارتباطي العلمي بالتسويق دراسة وبحثا وكعادة رمضانية «يحوشنا» أنا وربما غيري نهم التسوق بكل سوق فذهبت إلى سوق الخضار وهو بالطبع سوق عشوائي أقامه مجموعة من الباعة على قارعة طريق مستظلين تحت سيارتهم والتي تقوم لهم بدور المستودع أيضا فهذا حال معظم أسواق الخضار المنتشرة في أطراف المدن ليس لهم علاقة لا بالبلدية ولا بالتجارة وكنا نعتقد أنهم الأرخص لعدم تحملهم تكاليف إيجار أو كهرباء أو تكييف لحفظ خضارهم من التلف إلا أنهم يبطشون بل أول الباطشين بجيوبنا لمجرد هبوب أي موسم. المهم أن زيارتي للسوق أكدت أن زمن الثلاثة كيلو بعشرة ريالات قد اختفى فكنا نشتري كل ما نريد في حدود العشرة ريالات أما الآن فالأسعار نار نار فالناس تتذمر علنا وتبحث عن سبب لهذا الغلاء ولا تجد مبررا فتعمد إلى خفض كميات مما يشترون أو العزوف عن أصناف والاكتفاء ببعض ما يسد الحاجة، والخشية أيها الأخوة أن تلازم مجتمعنا عادات غذائية أسوأ مما هو عليه الآن حقا لقد ذهلت من هذا الارتفاع الذي ضاعف بالأسعار ثلاث مرات وأرهق جيوبنا المرهقة أصلا من فواتير الكهرباء وأسعار الأرز والحليب والإيجارات وو.. بعد هذا التسوق الرمضاني عدت إلى المنزل أبحث في ذهني عمن يتحمل مسؤولية هذا الوضع وكيف يمكن معالجته وفي جانب آخر من الذهن حضرت مقولة يرددها أخواننا المصريون (المهية هي هي والمعيشة في العلالي).