الوجبة المثالية في رمضان
اليوم _ الدمام
تقع على عاتق ربة البيت مسؤولية تقديم طعام مناسب حتى ينعم أفراد أسرتها بصحة جيدة، ويستطيعوا مواصلة أيام الصيام طوال لشهر الكريم، لأنه بالطعم الصحي المتوازن يمكن للصائمين أن يتغلبوا على حالات الصداع أو التخمة أو سوء الهضم، وكلها حالات يمكن أن تداهم البعض بعد تناول وجبة الإفطار عقب ساعات طويلة من الصيام. لذلك فعلى ربة البيت اختيار وجبة متوازنة غنية بالعناصر الغذائية اللازمة ،لإمداد الجسم بالطاقة، وفي نفس الوقت لا تؤدي إلى زيادة الوزن، حيث تقل الحركة بعد الإفطار وتزداد ساعات الجلوس أمام شاشة التلفزيون.يوضح الدكتور مصطفى نوفل أستاذ التغذية: أن وجبة الإفطار لابد أن تكون من كوب صغير من البلح المنقوع في الماء أو اللبن أو كوب من العصير الطازج، مثل المانجو أو الجوافة لاحتوائهما على السكريات سهلة الامتصاص، أو كوب من قمر الدين الغني بالمعادن التي تصل سريعا إلى خلايا الجسم فتنعشه. ثم يبدأ الصائم بتناول إفطاره ويبدأه بطبق من الشوربة الدافئة ثم باقي الأصناف التي تتكون من قطعة من الدجاج أو اللحم أو شريحة من السمك مع قليل من المادة النشوية، مثل الأرز أو المكرونة أو شريحة من الخبز بالردة. ويمكن الاستعاضة عنه بقليل من البروتين النباتي مثل الفول المدمس أو الفاصوليا مع طبق من الخضراوات المطهو بزيت نباتي، ويفضل زيت الزيتون أو الذرة مع طبق من السلاطة الخضراء.كما أنه من المهم جدا - يقول د. نوفل- : أن يتناول الصائم طعامه ببطء حتى تتاح الفرصة لجميع أجزاء الجهاز الهضمي للقيام بوظيفتها، حيث إن التهام الطعام يؤدي إلى بلع كمية كبيرة من الهواء في أثناء تناول الطعام ،فيصاب الصائم بالانتفاخ وسوء الهضم، وهي الشكوى الدائمة للعديد من الأشخاص أثناء شهر الصوم.ويضيف د. نوفل: بعد أداء صلاة التراويح يمكن تناول ثمرة فاكهة أو قطعة صغيرة من حلوى رمضان مع كوب من الشاي أو القهوة، أما بالنسبة لوجبة السحور ،فيفضل أن تكون خفيفة وتحتوي على اللبن الزبادي وبيضة مسلوقة وطبق صغير من الفول المدمس وقطعة من الجبن وشرائح من الخيار والخس والطماطم، وهذه الوجبة ضرورية لإعطاء الشخص الطاقة الكافية لمزاولة عمله بصورة طبيعية في اليوم التالي، كما يمكن تأجيل تناول وجبة السحور قدر الإمكان حتى قبل أذان الفجر. وينصح د. نوفل بعدم الإفراط في شرب الماء المثلج أثناء تناول طعام الإفطار ،لأن ذلك يبطئ حركة الهضم ويجفف العصارات الهاضمة، كما ينصح بالحرص على تناول طبق السلاطة الذي يحتوي على الخس والبصل والثوم والجرجير والطماطم والبقدونس والليمون.أما الطبق الذي يجب أن يتجنبه الصائم فهو المخللات، لأنه السبب الأول لمشكلات الهضم وارتفاع ضغط الدم.وينبه د. نوفل ربة البيت إلى تقليل الدهون واللحوم فيما أمكن، ومن الضروري البعد عن تناول الشاي بين الوجبتين لأنه يعرض الجسم للأنيميا ويقلل كفاءة الجهاز المناعي ،ويمكن استبدال النعناع أو الكركديه أو الينسون به وكلها مشروبات منشطة للمعدة.ويشير د. نوفل إلى أنه يجب أن ينتهز الصائم فرصة هذا الشهر الكريم في تخليص الجسم من الدهون الزائدة ،وذلك بزيادة كمية الخضراوات الطازجة ويفضل أن تكون في صورة حساء أو مسلوقة ليسهل هضمها وامتصاصها ،ولا بأس من تناول قطع حلوى صغيرة بين وجبتي الإفطار والسحور.ويوضح د. نوفل :أن الصيام يتيح للجسم فرصة التخلص من المواد الضارة التي تتراكم في خلاياه ويتسبب في ضررها وذلك نتيجة لما تتعرض له طوال 11 شهرا من التعامل مع الطعام الذي نتناوله ،وما ينتج عنه من عمليات التمثيل الغذائي الذي يفرز الكثير من المواد الضارة والنفايات التي تضر بالخلايا وتعجل بموتها، حيث تزداد هذه الأضرار لدى المسرفين في الطعام ،لذلك يكون الصيام فرصة للتخلص من هذه النفايات عن طريق القولون والرئتين والكليتين والجلد، وقد وجد أن المسرفين في الطعام هم أكثر الناس تعبا أثناء الأيام الأولى من الصيام، لإدمانهم الطعام ولأن الأكل بالنسبة لهم يمثل غاية وليس وسيلة، وما يشعر به هؤلاء من صداع وعصبية وإرهاق لذلك يأتي رمضان كفرصة للتدريب هؤلاء على الكف عن إدمان الطعام. ويضيف: إن الصيام يجدد خلايا الجهاز الهضمي لأنه يعتبر فترة راحة من هضم وامتصاص الطعام وعدم إفراز العصارات الهاضمة، إذ يشعر مرضى القولون العصبي بالتحسن مع الراحة النفسية وعدم إرهاق القولون بفضلات وبقايا الطعام أثناء فترة الصوم، كما يؤكد أن الصيام ذو فائدة كبيرة لمرضى قرحة المعدة وارتجاع المريء ،حيث يساعد على عدم إفراز الحامض المعدي وبالتالي تتحسن قرحة المعدة وارتجاع المريء ويقل الشعور بالحرقة والحموضة لدى هؤلاء المرضى