رسائل دولية «تخدش الحياء» وتغزو جوالات الشباب
سيف الحارثي – الخبر
(مشتاقة لسماع صوتك الدافئ اتصل فورا) قد يستغرب الجميع من بداية الموضوع بهذه المقدمة ولكن لمن لايعلم الحقيقة تعتبر تلك العبارات قطرة من بحر الرسائل الإباحية التي لانحمل جرأة كافية تمكننا من تكملة ما يكتب كاملاً بداخلها , حيث اصبحت في الفترة الأخيرة تنهمر على هواتفنا النقالة ( الجوال ) من أرقام دولية مختلفة تدعو أفراد مجتمعنا من خلالها إلى الإنحلال الأخلاقي وممارسة الرذيلة بمختلف أنواعها سواء رذيلة الخيال عبر المحادثة الهاتفية أو رذيلة الواقع عبر الجسدية الملموسة والتي يهدف عن طريقها العالم الغربي إلى غزو المسلمين والسعي إلى تدمير شبابنا وفتياتنا بجعلهم يتأثرون بمثل هذه الرسائل الإباحية التي تصل إلى هواتفنا دون التفرقة بين كبير في السن وطفل صغير أو بين رجل وامرأة.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الموضوع هو كيف يسمح لهذه الرسائل الإباحية بالوصول إلى هواتفنا ولماذا لايتم حظرها أو منعها من قبل شركات الاتصالات .
وقد التقت « اليوم « ببعض المواطنين لاستطلاع آرائهم حول هذا الموضوع
حيث تحدث لنا في البداية خالد الأحمدي عن المعاناة التي تعرض لها أحد اصدقائه بسبب اتصال ابنه المتكرر على هذه الأرقام المشبوهة وذلك بقوله :
انتشرت في الفترة الأخير هذه الرسائل الخادشة للحياء عبر هواتفنا النقالة وطالبنا مراراً وتكراراً شركات الاتصالات بحظر هذه النوعية من الرسائل .
حيث اصبحت تشكل مصدر خطر على ابنائنا وبناتنا فالبعض منهم في فترة مراهقة وقد يضلهم الشيطان وينحرفون عن الطريق الصحيح وذلك بالاتصال على هذه الأرقام الخليعة والتي تندرج ضمن القنوات الإباحية الداعية للفسق والفجور , فقد تسببت هذه الرسائل في معاناة لأحد الاصدقاء عندما تفاجأ بصدور فاتورة الجوال الخاص بولده البالغ من العمر 15 عام والمشتملة على مكالمات دولية كثيرة وصلت تكلفتها إلى مايقارب ألف ريال , وبعد أن قام بسؤال ابنه والتحقيق معه لمعرفة جهة هذه المكالمات اعترف الابن بالحقيقة المرة وهي وصول رسائل إباحية تدعوه لممارسة الجنس عبر الهاتف حيث حفظ الرقم وقام بمسح الرسالة حتى لايقرأها أحد أفراد أسرته .
كما أن الفضول جعل شخصا آخر يقوم بالاتصال بأحد هذه الأرقام المذيلة في نهاية الرسالة حيث قامت بالرد عليه امرأة تطلب منه الاطلاع على بعض المواقع الإباحية التي تظهر أفلاما جنسية على مدار الساعة إضافة إلى تلقينها للمتصل أرقاما اخرى للمحادثة والإثارة الجنسية .
اصابع الاتهام
أما عبدالعزيز الدوسري فقد وجه اصابع الاتهام للجهات المسئولة عن وصول مثل هذه الرسائل حيث يقول :
يتساءل معظم المجتمع عن كيفية وصول هذه الرسائل إلى هواتفنا النقالة ولماذا لايتم وضع نظام من قبل شركة الاتصالات يمنع الشركات الإباحية الغربية من إرسال دعاياتهم لمجتمعاتنا الإسلامية المحافظة أم أن السعي إلى الربح المادي يجعلهم يتغاضون عن الإساءة للناس وانتمائهم لدين الإسلام , فهذه النوعية من الرسائل لايوجد عليها رقابة نهائياً بالرغم من معرفة الجميع لحقيقتها وهي التخطيط المسبق من قبل الغرب لغزو شباب الإسلام ونشر الفساد والرذيلة في مجتمعهم , حيث ينظر العالم الغربي للشاب العربي والخليجي خاصة على أنه شاب شهواني لايستطيع مقاومة الجنس ومن هذا المنطلق قاموا بالتركيز على هذه النقطة عن طريق الغزو عبر رسائل الهاتف النقال بعد ماحققوا ما أرادوا سابقاً في انتشار القنوات الإباحية على شبكات التلفاز التي كان بمقدرة أي انسان اجتنابها والبعد عن اغراءاتها الشيطانية ولكن ماعسانا أن نفعل بهذه الرسائل التي تصل لهواتف شبابنا وفتياتنا حتى الاطفال لم تحصل لهم السلامة من هذه الرسائل , لذلك اطالب برفع شكوى على بعض الشركات التي تساهم في وصول هذا الفساد عبر شبكتهم .
رسالة ضاحكة
وقد تحدثت أم فيصل بقولها : لقد تفاجأت ذات يوم بابنتي وهي تطلب مني ضاحكة قراءة رسالة وصلت لهاتفها حيث قمت بقراءة المكتوب بداخلها ولم اصدق عيني نتيجة الرذيلة الكبرى التي تدعو إليها الرسالة من خلال عبارات لااستطيع التفوه بها لأنها ستجرح صيام كل من سيقوم بقراءتها في هذا الشهر المبارك , ومايزيد الطين بلة وجود أرقام دولية في نهاية الرسالة تطلب من المستقبل الاتصال بها .
فما كان مني إلا أن قدمت النصيحة والإرشاد لابنتي وقمت بالحديث معها عن مخاطر هذه الرسائل , ولكن في المقابل هناك بعض الفتيات أو الشباب المراهق بشكل عام لايستطيع أن يخبر أحدا بما يصل إليه من نوعية الرسائل الإباحية فتجده معرضا للوقوع في عمل الشيطان وأهل الضلال لعنهم الله .