طالبة سعودية تقتحم عالم رواية الخيال
عبد الله الشمر ـ الرياض
غلاف الرواية
صدر حديثا الرواية الأولى في سلسلة روايات الخفي المجهول للكاتبة السعودية الشابة هتون بنت ابوبكر باعظيم والتي حملت عنوان (فتاة القرن) .
وجاءت الرواية التي جرت فهرستها في مكتبة الملك فهد الوطنية ضمن مجموعة القصص العربية السعودية ، في نحو 168 صفحة من الورق المتوسط بعرض 14 سم وطول 21سم إذ تصنف الرواية ضمن إطار اقرب إلى روايات الخيال العلمي والقصص البوليسية . ويقوم بناء الرواية على عدد من العناوين تصل إلى نحو 24 عنوانا تسرد التسلسل القصصي لها.
وتعتبر المؤلفة التي لم تتعد بعد الثمانية عشر ربيعا اصغر روائية سعودية تنشر مؤلفاتها وتوزع في المكتبات العامة ، وهو ما يشير إلى نبوغها المبكر في هذا الجانب من الآداب والفنون ، ونوع الرواية وفكرتها التي اعتمدت كليا في كتابتها على ثقافتها وتوجهاتها الفكرية القائمة على ارث يعتمد على الخلفية العلمية والتقنية إلى جانب هوايات في مجال الفلك وعلم الأرض والصخور والخيال وقراءاتها الباكرة في مجال اللغة العربية والآداب والقصص العلمية .
وهنالك مؤشر مهم جعل هتون متمكنة من ناحية اللغة والكتابة التي تقوم على الخيال ، يتمثل في أنها قارئة متميزة وحافظة لكتاب الله الكريم وملمة بأحكام التجويد إلى جانب اشتراكها في دورات متعددة لتنمية مهاراتها كما أنها منذ بدايتها التعليمية الأكاديمية كانت قارئة متميزة مرت بمراحل القراءات المتعددة والمتنوعة ، هذا إلى جانب اهتماماتها بمواكبة التطورات التقنية خاصة في جانب متابعة المستجدات في هذا المجال وهي مستخدمة جيدة لتقنية الحاسب الآلي وبرامجه .
حرصت الكاتبة على مداومة هواياتها واهتماماتها بقراءة القصص والروايات المتنوعة المحلية والعالمية منها ، والكتابة والتأليف بجانب التزامها الأكاديمي بل والتفوق فيه ، واستطاعت وهي مازالت بعد طالبة في المرحلة الثانوية تأليف مجموعة رواياتها مستغلة أوقات فراغها حيث شرعت في الأعداد وكتابة هذه السلسلة من الروايات في عام 1424هـ 2003 م وفرغت منها في عام 1427هـ 2006م .
وبشكل عام فإن مجموعة الروايات يمكنها أن تسهم في إنعاش المكتبة السعودية في جانب قصص الخيال والمغامرات وأن تفتح الأبواب أمام آخرين من أبناء وبنات المملكة للحذو على طريق المؤلفة كون الكثيرين خاصة صغار السن ممن لديهم توجهات جادة في الكتابات الأدبية بشكل عام والقصة والرواية بشكل اخص ، تنقصهم الجراءة وأيضا التشجيع من الأسرة أولا ومن ثم المحيطين والمهتمين بالآداب ، وهو ما حظيت به الكاتبة هتون .
ويتوقع أن تلقى روايات الخفي المجهول إقبالا جيدا من قبل القراء والمهتمين بمثل هذه الروايات والتي ظلت تسجل غيابا طويلا في الداخل بينما يلجأ المتابعون لروايات المغامرات والخيال إلى المكتبة العربية والعالمية ، خاصة أن من هم في سن الكاتبة ودونه يشكلون غالبية التكوين السكاني للسعودية.
يشار أن لهتون رواية أخرى تحت الطبع بعنوان (انتقال القوى) وهي تعد الثانية لها في سلسلة رواياتها التي تصل إلى عشر روايات تحت مسمى (الخفي المجهول).