«الرقاق» نضوج على نار الزمان
حمزة بوفهيد ـ الأحساء
خبز الرقاق
أنواع متعددة
يعتبر خبز الرقاق أو كما يطلق عليه الكثير من أهالي الإحساء « خبز المسح» من أكثر الأكلات الشعبية إقبالاً وأوسعها انتشارا في شهر رمضان المبارك ولا يزال الجميع يتناول هذا الخبز الشعبي على المائدة الرمضانية فمع اقتراب العد التنازلي لشهر رمضان تفوح رائحة «خبز الرقاق» من بيوت الإحساء وإلى الآن مازالت المرأة الأحسائية متمسكة بهذا التراث رغم تطور الحياة فقد استطاعت المرأة منذ القدم أن تحافظ على مذاق ونكهة هذا الخبز رغم المنافسة الشرسة من المخابز الآلية التي تقدمه بطريقة حديثة ولكن تبقى الجودة والمذاق الخاص لهذه الأكلة الشعبية للخبز الذي يصنع على « التاوة « داخل المنازل وخبز الرقاق هو عنوان لكل مطبخ أحسائي في شهر رمضان المبارك ولا تخلو أي سفرة رمضانية من هذا الخبز لذلك تجد الاستعداد لصناعته تبدأ قبل ثلاثة أسابيع من شهر رمضان ولا تختلف صناعته عند ربات البيوت فطريقة تصنيعه واحدة أما جودته في بحسب ذوق وخبرة وخفة يد صانعته.
موروث
وتقول أم علي : إن صناعة خبز الرقاق من أكلات الموروث الشعبي الهامة التي اشتهرت بها الإحساء واستطاعت هذه الصناعة أن تبقى على مر الأيام رغم ما نشهده من تطور وحضارة وأرجعت ذلك لأصالة هذه الصنعة ولمذاقه الخاص وقيمته الغذائية و تصف أم على طريقة تحضيره بقولها أنها سهلة وبسيطة لذا اكتسبتها البنات من الأمهات بيسر وسهولة وانتقلت من جيل إلى جيل وهذا سر من أسرار بقاء صناعة خبز الرقاق في المنزل على يد ربات البيوت وأضافت بأن خبز الرقاق يصنع من الطحين بعد أن يعجن ويحضر بواسطة التاوة وهي صفيحة من الحديد السميك دائرية الشكل حيث تقوم المرأة بمسح طبقة رقيقة من العجين فوقها بعد أن تحمى جيدا كما تقوم بين فترة وأخرى بمسح التاوة بطبقة خفيفة من الشحم في السابق أما في وقتنا الحاضر فتدهن بالزيت النباتي لكي لا تلتصق بها العجينة
وتبدأ عملية تصنيع خبز الرقاق قبل شهر رمضان المبارك بحوالي ثلاثة أسابيع
مهرجان
وبينت أم عبد الله أن صناعة خبز المسح عبارة عن مهرجان أسري مصغر فجميع أفراد الأسرة يلتفون حول التاوة للظفر بكسرة خبز ساخنة خصوصا في بداية صناعته والتي تسمى»بالتجريب» والتي يجرب فيها نوعية الطحين وتضيف أم عبد الله بإن هذا الخبز يجد إقبالا واسعا من الناس ويقدم على المائدة بشكل يومي عن طريق تحضير طبق الثريد المعروف حيث يمزج الخبز بعد تكسيره في إيدام اللحم ويقدم ساخنا كما يقدم خبز بالبيض والجبن ولكن ليس على المائدة بل يصنع منه أعداد بسيطة توزع على الموجودين أثناء عملية الخبيز ويؤكل ساخنا.
إقبال
وترى أم خالد وهي بارعة في صناعة خبر الرقاق أن خبز الرقاق أصبح من المهن المؤقتة في شهر الخير حيث يكون الطلب عليه بشكل كبير فهو باب من الرزق لكثير من العائلات ذوي الدخل المحدود والحمد لله تنشط عملية البيع فتساعد الأسر على سد بعض الحاجيات الضرورية ويكون الخبز مصدر دخل مؤقت للعديد من الناس وتشير أم خالد إلى فرحة الأطفال أثناء تحلقهم حول تاوة الخبز حيث يتعاركون على ولد التاوة وهو الخبز الأصغر والأخير من عملية الخبز حيث تكون العجينة نفدت تماما.
منزلي
ويفضل بو عبد الرحمن خبز الرقاق المصنوع داخل البيت على ما تنتجه المخابز الآلية حيث أكد أن خبز البيت لا يعادله مثيل سواء من ناحية المذاق أو من جانب النظافة وقال خبز البيت يحضر بطريقة صحية أكثر وهو خال من المواد الملونة والمواد الحافظة وهو ألذ بكثير.