عيسى بن علي الدوسري
مكانة عالمية
عيسى بن علي الدوسري
مناسبة تعبر عن صدق الانتماء وتعكس غيرة المواطن في هذه البلاد الغالية على ما هيأ لها الله من مكتسبات تحققت خلال عقود التأسيس المباركة تحت قيادة تميزت بالحكمة والحنكة على مدى تاريخها الطويل منذ ان ارسى المؤسس الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – دعائم هذا الكيان الكبير.
ان هذا اليوم يعيد الينا ذكرى عزيزة على ابناء هذه البلاد.. ذكرى تحمل في معانيها تاريخ هذه الامة مسيرة وعطاء وحضارة شعب على اطراف هذه البلاد من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها فبفضل من الله وعونه تمكن الملك عبدالعزيز – رحمه الله – من تأسيس صرح شامخ اساسه التقوى واستطاع ان يبنى نهضة حضارية فاكتملت بها صورة مشرفة كان ابرز معالمها التفاف المواطن حول قيادته وولاءه للوطن وترابه وتاريخه وانجازاته.
لقد كانت المملكة ومازالت تتبوأ مكانة عالمية وسط الامم بفضل ملوكها العظام البررة الميامين وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز صاحب المبادرات الدائمة والمستمرة لرأب الصداع وحمل راية الدعوة للتضامن ورص الصفوف كلما اشتد الخطر وعم الخوف واليأس والقلق يشده في ذلك ويؤازره سمو ولي العهد الامين الامير سلطان بن عبدالعزيز.
ودعا – حفظه الله – دائما الى المصارحة والمكاشفة لأن المرحلة الراهنة تفرض علينا مجابهة الاحداث والتغيرات برؤية حكيمة لا تضيق بالرأي ونقيضه ولا تأنف الحركة ضمن مساحة محدودة، فقد كان – حفظه الله – صاحب المبادرة في التخفيف من حدة الازمة بين لبنان وسوريا عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري وبذل جهودا كبيرة لايجاد تسوية تمنع وقوع ازمة كبرى.
وفي ازمة احتلال العراق والاحداث الدامية وقف ضد تقسيم العراق واكد وجوب عدم المساس بوحدته وتحريره من أي نفوذ اجنبي، ودعا الى مصالحة بين طوائف العراق في رحاب الحرم المكي الشريف، وبعدها كانت المصالحة التي رعاها – حفظه الله – بين الاشقاء المتقاتلين في فلسطين، ثم كانت دعوته لحقن الدماء بين الاخوة في السودان وحل مشكلة دارفور، واحلال السلام والوئام بين الفرقاء في الصومال ان الحديث عن الملك عبدالله والامير سلطان في هذا اليوم يحتاج الى كتاب خاص، لما تجتمع فيهما من صفات النبل والجرأة والكرم والصدق والفروسية والمحبة والاخلاق الاسلامية الرفيعة وحب الخير والسعي اليه في كل ارجاء الوطن وعلى امتداد العالمين العربي والاسلامي ونصرة المحتاجين والاخلاص والتفاني في الدفاع عن قضايا الدين والوطن والامة.. ولهذا كله استحق الملك عن جدارة لقب «فارس العرب» الذي حمله منذ عشرات السنين، كما استحق سمو ولي عهده الامين لقب «سلطان الانسانية».
وكانت الانطلاقة الحضارية التي تعيشها المملكة واولوياتها لضمان الحياة الكريمة والرعاية الصحية والاجتماعية والتعليم بكل مراحله للمواطن اعطت نموذجا يحتذى به حيث اصبح الانسان السعودي هدفا لكل عناصر خطط التنمية التي وضعت وفق معايير دقيقة اساسها تنمية الوطن والمواطن لتواكب بها مسيرة التواصل الانمائي ولاحداث تغيير في البنية الاقتصادية وتنمية مقومات الاقتصاد الاساسية وتنويع قاعدته ونتج عن هذا التوجه اعطاء المزيد من الرعاية والدعم لقطاعات التعليم المختلفة وللتنمية البشرية والاجتماعية جنبا الى جنب مع مشاريع تنمية الوطن وبنيته التحتية لتتجاوز الانجازات من خلال خطط التنمية معدلات زمنية قياسية.. لم يكن ليتحقق كل هذا لولا حنكة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهذا ليس بغريب عليه وهو ابن الملك عبدالعزيز وخريج مدرسته