بطالة العاطفة

بطالة العاطفة


لا يوجد قيمة بدون جمهور، ولا يوجد رغبة بدون استمرار، ولا صدى بلا صوت، ولا عقل بدون عاطفة، ولا عاطفة صادقة بدون عمل أصبحنا اليوم لا نعاني من البطالة المقنعة فقط بل امتد ذلك أيضا إلى ما أستطيع تسميته بالبطالة العاطفية أو البخل العاطفي وذلك على الصعيد الأسرى والتربوية والإداري.فرغم الكم الهائل الذي نملكه من المخزون العاطفي إلا أنه لا يستغل أبدا فكلنا مثلا نرى في أجهزة التلفزة بعض الدول التي أعيتها الزلازل والبراكين ونرى قصة لرجل صارع الإعاقة، أو حادث مروري مروع، او انفجار قوي فنتأثر بذلك كثيرا وقد نبكي حزناً وأسى أو نتباكى ولكن ماذا انتجت عاطفتنا!! قد نشعر بالسعادة والحبور عندما يقدم أحد أبناءنا انجازا باهرا أو عندما يكرم في محفل محلي أو دولي، ولكن ماذا انتجت هذه العاطفة!! كما أنه قد يشعر ذلك المدير الجهبذ بعظم فاعلية أحد موظفيه في الأداء وإدارة الأزمات ولكن ماذا انتجت تلك العاطفة وذلك الشعور!!!ربما يتساءل القارئ كيف تنتج العاطفة؟؟ فنحن لا نستطيع منع حدوث الزلازل ولا شفاء معاق ولا إيقاف وقوع حادث مروري.. الخ. فأقول تستطيع فعل ذلك كله بعمل بسيط جدا لا يحتاج منك غلا إخلاص وثقة جمة بالله عز وجل. لا يحتاج منك إلا أن ترفع اكف الضراعة وتدعو لمن تشاء.كما بإمكانك التبرع ولو بمبلغ رمزي، كما انه بإمكاننا توصيل مدى سعادتنا إلى ابناءنا شفهيا أو من خلال كتابة عبارات في كرت صغير أو هدية بسيطة، كما أنه باستطاعة ذلك المدير الجهبذ تقديم عبارات الشكر والثناء لموظفه أو تقديم مكافأة رمزية أو ترقيته لمرتبة أعلى إن هذا التصرف وتحويل الشعور إلى تصرف وتحويل الشعور إلى طاقة عاملة دون ابتذال يضمن لنا مبدأ التكافل الإنساني ويولد الشعور بالأهمية لدى الطرف الآخر والتقدير الجم يقول وليم جايمس ( إن أعمق مبدأ في طبيعة الإنسان هو التماس التقدير).إنني أتعجب من بخلنا العاطفي الذي لا يجلب وراءه إلا البلاء والوبال فما المانع من تحويل ذلك الدفق الشعوري على سلوك سليم قويم يرتقي بعلاقاتنا ومعاملاتنا إلى مستوى أفضل انا لا أدعو إلى الانحراف أو الاندفاع نحو العاطفة دون تدبر وتبصر ورؤية، ولكنني أدعو إلى توظيف العاطفة بما يرضي الضمير الإنساني الحي، نريد أن تكون العاطفة السوية على اتصال دائم مع خصائصنا السلوكية، ولا ننسى في ذلك توظيف العواطف والمشاعر الحادة كالغضب، والظلم.. فباستطاعتنا تحويل تلك المشاعر الملتهبة إلى سلوك عملي وهو الحذر والاجتناب، الحذر من بواعث ذلك الشعور واحتناب عملها في الطرف الآخر، فتحويل العاطفة إلى سلوك معاكس في هذه الحالة هو الشيء الوحيد الذي يحقق معادلة الاتزان الشعوري ويخفف من (تورم) العاطفة، تماما كما يستخدم الديوتيريوم في تلطيف طاقة النيوترونات السريعة في المفاعلات النووية. فكل مرض يعالج بضده. إن أعظم ما نملك في هذه الحياة قلب طاهر ينبض لا يضخ الدم لخلايا الجسم فقط، إنما يضخ معه الخير والولاء للانسانية جمعا...همسة:(تستطيع أن تميت الزهور تحت قدميك، ولكنك لا تستطيع أن تزيل رائحتها) منقووووووووووووووول

تسلمي على الموضوع الرائع