ضيوف ثقلاء في أوقات طارئة
الدمام - [email]سعد البطيح[/email]
هل كنت يوما زائرا ثقيلا على احد وهل أتعبك الحال لتقوم بزيارة إلى أقاربك أياما. ليعدوك من الزوار الثقلاء قديما كانت الزيارة رمزاً من الرموز التي يعتز بها العرب سواء في الجاهلية أو في الإسلام فهي نتيجة طبيعية حتمتها الحياة البدوية وهي حياة مضطربة وقد يقطع المسافر مئات الكيلومترات وتستمر الرحلة أياما طويلة والمسافر لابد أن تكون له محطة استراحة في مجاهل تلك الصحراء الواسعة لذا نراه ينزل عند أول خيمة يراها وقد تستمر مدة الإقامة عدة أسابيع يكون فيها الضيف معززا مكرما غاية الإكرام ولشدة اعتزاز العرب بهذه الصفة كانوا يستعملون النار لتكون دليلا للمسافر التائه في تلك البيداء الواسعة وبتقدم الزمن وتطور الحياة المدنية وزيادة التعقيدات الحضارية الحديثة ونشوء المدن ووجود الفنادق كل هذه الشواهد الحضارية قللت من هذه الصفة ولسنا بصدد الحديث عن الضيافة ومزاياها ولكن برزت حالة جديدة أخذت مسارا آخر في بند الزيارات المتكررة والطويلة والتي توصف بالزيارات الثقيلة ترى ما حكاية الضيف الثقيل وما أسباب ومتعلقات النفور منه وهل شعرت يوما انك زائر ثقيل؟
مفاجأة
ويقول محمد الهاجرى: ذات مرة وبينما كان يبدو انه سيشرب الشاي ويغادر وينتهي كل شيء إلا انه فاجأني بقدوم الليل دون أن يحرك ساكنا منه أو أن يتفوه بكلمات أفهم انه دال على البقاء مما دعاني إلى سؤاله وجدته باردا ثقيلا وربما مخجلا أين سيذهب في الليل وما عليَّ سوى ان أجهزه بملابس مريحة وادعوه للاستحمام والبقاء عندنا وما أن حلَّ اليوم الثاني حتى كان شبيها بما قبله دون أن يتفوه بشيء فما كان مني إلا أن اسأله واستفسر عن حاله، وبخجل واضح علمت انه سيمكث عندنا بضعة أيام للعلاج الذي لابد منه. وحيث انه يسكن في محافظة أخرى تحتم عليه البقاء هنا أياما وهذا سيلزمني أن أرافقه في كل رحلته العلاجية وقد أتحمل ربما جزءا من مصاريف العلاج.
اختبار
الطالبة أمل العبد الله تقول: كنت أؤدي الامتحان النهائي وفجأة طرقت الباب إحدى قريباتنا مع أطفالها وقد حلت ضيفة علينا في البدء اعتبرناها زيارة عادية لساعات وتنتهي ولكن تبين فيما بعد أنها ستمكث عندنا أياما مما سبب إرباكا في البيت خاصة الأطفال الذين لم يكونوا هادئين أبدا، فقد تحول البيت إلى ساحة العاب لهم وعلت أصواتهم فوق العادة هذا كله والأم صامتة لاتصرخ بهم او تزجرهم. وهي تنظر إلى حرص اهتمامي بالمراجعة والبحث عن مكان هادئ للقراءة فكانت فعلا من الزائرين الثقيلات.
انتظار
أما فيصل العبد اللطيف «30 عاما» فيقول.دخلت ذات مرة لأراجع إحدى الدوائر وقفت أمام باب المدير بانتظار أن ادخل لتوقيع معاملتي انتظرت دون جدوى وحين استفسرت قالوا لي ان لديه ضيوفاً والأمر اخذ يطول أكثر بهؤلاء الضيوف الثقلاء في غرفة المدير الذين جثموا على صدري. وبقيت انتظر حتى مضى الوقت دون جدوى وانتهى الدوام بحسرتي. الزيارات المفاجئة التي تأتي ضمن الزيارات العائلية وغيرها قد تكون فعلا زيارات ثقيلة ويكون ضيوفها زواراً ثقلاء خاصة عندما تكون هذه الزيارات ذات أثر سلبي على العائلة التي تفاجئ بقدومهم الذي قد يكون مزعجا في بعض الأحيان حيث لم تحسب لهم ربة البيت خاصة عندما يخططون للبقاء أياما في ضيافة العائلة.
استعداد
وتضيف أم منصور: أنني فوجئت ذات مرة بحلول عائلة احد أقربائنا ضيوفا عندنا وهم أقرباؤنا من المحافظات الشمالية وقتها كنا غير مستعدين لاستقبالهم بسبب حالة الإرباك التي تعم البيت بسبب الترميمات حيث يكون الجو غير مريح والمكان يعيش حالة من الفوضى و لذا كنت أقوم بواجب الضيافة بتثاقل ولم يغادروا البيت إلا بعد أن قضوا أسبوعا كاملا أنهم فعلا ضيوف ثقلاء ومن المصادفات والحكايا التي تدخل في اطار موضوعنا قال لي احدهم ونحن نتحدث عن هذا الموضوع الضيوف والزوار الثقلاء كثيرون وهم لايعيرون اهتماما لذلك فبعضهم لايبالي او يتناسى ما للظروف الحالية من اثر في حياة العوائل حاليا حيث لايمكن للزائر والضيف ان يمكث الا لساعات او على الأكثر يوم او يومين والاّ سيعد ضمن الزوار الثقلاء. على الرغم من اننا نحتفي بضيوفنا عدد أيام مكوثهم فالضيافة معروفة اما ما نصفه بالزائر الثقيل فقد يكون قدومه في الأوقات غير المناسبة او غير الطبيعية التي لاتحتمل زائرا.
تأخير
وتذكر «ريم المحمود» ما حدث لها عندما عزمت على السفر الى إحدى المحافظات حيث يقطن أقرباؤها هناك «عائلة زوجها» وكانت قد هيأت كل ما يلزمها وأولادها من حقائب ومستلزمات السفر المعتادة في صيف كل عام. تفاجأت ذات صباح بطارق يدهشها بقدومه ويعطل ما عزمت عليه تقول حتى كدت ابكي واصرخ وبدأ الأطفال يضجرون من هذا الضيف ولا يتحملونه وينظرون له بعين كلها عتب ولوم وغير مبالين بواجب الضيافة لولا أني نهرتهم وأفهمتهم بتعويض ذلك فالدعوة قائمة للسفر حالما يغادر الضيف ونعزم للسفر مرة أخرى.
دعوة
ويروي سعد الحمود موقفا طريفا: ان احد الأشخاص أرسل دعوة الى صديقه لحضور حفلة زفافه في منطقة بعيدة عن سكناه وما أن وصل الضيف المنتظر مكان العرس حتى فوجئ باصطحاب عائلته المكونة من سبعة أفراد مع والدتهم ولأنه يسكن بعيدا فمن المحتم أن يمكث يومين او أكثر في بيت العريس وهذا ما حدث وزاد حيث جثموا على أهل العرس سبعة أيام بلياليها ليؤدوا الواجب بأكمله.