معلمون مغتربون يتشاركون في طبخ الكبسة والشوربة
حمود الطريف ـ رفحاء
معلمون يعدون وجبة الإفطار
..ويتناولون افطارهم بعد اذان المغرب
عامل يطبخ في إحدى الاستراحات
يزاول أكثر المعلمين المغتربين هذه الأيام طهي طعام الفطور في مطابخ شققهم واستراحاتهم أو في بعض من الأودية القريبة والبعض منهم يستاجر بعضا من العمالة الوافدة من أجل طبخ وجبتي الفطور والسحور والبعض الأخر يتوجه لمخيمات تفطير الصائمين المنتشرة في أكثر شوارع المحافظة كونهم مغتربين عن عوائلهم وأهاليهم بحكم عملهم بالتدريس في مدارس المحافظات أو القرى النائية.
غربة
ويرى المعلمون أن هذه الغربة على حد تعبيرهم أجبرتهم على القيام بعملية طهي طعام الفطور والسحور بشكل يومي هروبا من المطاعم التي يرون بأن تلك المطاعم تقوم بطبخ بعض من أطعمة الفطور على النكهة التي تشتهيها مما حدا بالكثير منهم للهروب عن تلك المطاعم والقيام بعملية الطهي في أروقة شققهم واستراحاتهم التي يسكنون بها أو استئجار بعض من العمالة ليقوم بطبخ وجبتهم أمام أعينهم والبعض فضل اختصار الوقت والجهد وذهب إلى مخيمات تفطير الصائمين .
توزيع العمل
التقينا بعضا من المعلمين الذين يدرسون في المحافظة وهم قادمون من محافظات أخرى فتحدث لنا بداية المعلم سعود العنزي قائلا: أنا معلم قادم من مدينة عرعر بحكم تعييني في إحدى المدارس النائية التابعة لمحافظة رفحاء وحيث إن مدرستي تبعد عن المحافظة حوالي الـ 170 كلم قمت باستئجار شقة في محافظة رفحاء نظرا لكون القرية التي أعمل بها لا يوجد بها سكن واقام معي بعض من المعلمين القادمين كذلك من بعض المحافظات الأخرى وحيث إننا عزاب جميعا أجبرنا هذه الأيام على القيام بطهي الفطور حيث نقوم بتوزيع العمل علينا بالتساوي وكل منا على حسب معرفته بالطبخ فأحدنا يقوم بتحضير الشوربة والآخر يقوم بطبخ الكبسة منا من يقوم بتصليح القهوة والشاي فأكثر وجبة نتناولها هي وجبة الكبسة حيث إن أكثرنا لا يجيد طبخ سواها ويقول العنزي: إن هناك بعضا من المعلمين يقوم باستئجار بعض من العمالة ليقوم بتحضير وجبة الإفطار ووجبة السحور فقط ومن ثم يغادر والبعض الآخر منهم يذهب إلى مخيمات تفطير الصائمين المنتشرة في أكثر شوارع المحافظة ويضيف العنزي بأن وضع المعلمين المغتربين لا سيما العزاب في هذا الشهر هو وضع يرثى له حيث إنهم واقعون بين قلة معرفة الطبخ أو الأكل من المطاعم التي يهرب منها كثير من المعلمين خوفا من عدم نظافتها .
طبخ
و من جهته يضيف المعلم فيصل الشمري أحد المعلمين القادمين من منطقة الجوف قائلا أكثر المعلمين العزاب القادمين من مناطق أخرى يفضلون طبخ أي شيء في شققهم واستراحاتهم هروبا من تلك المطاعم التي تقوم بطبخ أكثر أنواع المأكولات بالنكهات التي تشتهي والبعض منهم يتناول القهوة والشاي فقط وبعد صلاة القيام يقومون بالذهاب لأحد المطاعم المشهورة وتناول طعام الكبسة هناك ويبقون على هذا المنوال حتى بداية الإجازة بعد أسبوعين تقريبا .
ومن جهة أخرى يقول المعلم عبد الهادي الجوفي: أنا مستاء من بعدي عن أهلي في مثل هذه الأجواء الرمضانية الروحانية التي من المفترض أن أعيشها مع أبنائي وأهلي ووالدي ووالدتي حيث إنني دائما ما أفكر بالذهاب إليهم ولكن المسافة تجبرني على البقاء بعيدا عنهم وبعدي عنهم هذه الأيام أدى إلى عدم استقراري وأثر ذلك علي .
فنان في الطهي
ولكن المعلم حسين الفيصل قال: أنا فنان في الطبخ جيد فبعد خروجي من المدرسة أنام حتى صلاة العصر ومن ثم بتحميل العزبة مع زملائي الذين يسكنون معي والذهاب بهم إلى أحد الأودية القريبة من المحافظة ومن ثم ننزل العزبة والقيام بتصليح القهوة والشاي وطهي طعام الإفطار في وسط ذلك الوادي بمساعدة بعض من زملائي كل منهم على حسب معرفته في الطبخ والمكوث هناك حتى سويعات الفجر الأولى وأحيانا نتناول طعام السحور هناك ومن ثم الرجوع للمحافظة ويضيف الفيصل بأن تناول طعام الإفطار في أحد الأودية القريبة من المحافظة أصبح هو ديدني أنا وزملائي نظرا لكوننا لا نعرف أحدا في المحافظة فنفضل الذهاب لأحد تلك الأودية استمتاعا بالأجواء في مثل هذه الأيام التي تميل للبرودة وناشد المعلم الفيصل أن مثل هذه الأجواء والبعد عن الأهل يفترض بأن لا يؤثر ذلك على أداء العمل في أروقة المدرسة نظرا لكونها أياما وتبدأ الإجازة ويذهب كل معلم إلى أهله