بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين حبيب اله العالمين ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين .
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
(الايات القرانيه)
عند قراءتنا للقران الكريم تاخذنا دائما خشوع كبير وتعاطف مع الاوامر الالهيه الصادره منه .
ولو اخذنا الايات بتفكر عقلي بشكل ملحوظ قبل الخشوع وقمنا بتفسيرها بشكلها الصحيح اعتمادا على تفاسير علمائنا الابرار والاحاديث النبويه الصحيحه .ولو جعلنا الايات القرانيه مكمله الواحده للاخرى او مرادفه لها حتى مع اختلاف السور . لوجدنا ان هناك الكثير من الامور والقضايا التي لا زالت محط اختلاف كبير بين مذهبنا وباقي المذاهب الاسلاميه الاخرى ..
ومن هذه الامور هي قضيه الامام المنتظر (عج) . التي هي تعتبر امتداد لموضوع الخلافه للامام علي (ع) .
فلا زال المذهب الشيعي والى اليوم متهم بانه اوجد قضيه الامام المهدي وقضيه الظهور من السراب وان لا وجود لهذا الامر ضمن العقل والمنطق . ومنهم من قال ان ظهور المنقذ امر صحيح ولكن ليس كما يدعي الشيعه انه محمد ابن الحسن وهو غائب وسوف يظهر في اخر الزمان وكثير من الاتهامات وغيرها ما انزل الله بها من سلطان ..
اقول للاخوة ابناء المذاهب الاسلاميه الاخرى لنبتعد عن التطرف كل الى مذهبه ولنكن مسلمين فقط وبالعقل .
ولنبدء من نقطه الصفر ومن الايه القرانيه الاتيه :
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : " وما خلقنا الانس والجن الا ليعبدون " ....
من ظاهر الايه نفهم انها امر ألهي يطلب من الناس (المسلمين) العباده لله وان سبب الخلق هو للعباده فقط (الا ليعبدون) ..
يعني ان الله سبحانه وتعالى خلق الناس والجن والكون والكواكب وكل شيء في الوجود لغرض العباده فقط .
وبالمقابل نجد ان هناك ايات كثيرة في القرآن الكريم تؤكد ان الله سبحانه وتعالى غير محتاج الى عبادتنا اليه وان عبادتنا لا تنفع الله شيء وهو سبحانه غني عنها .
اذن ان خلقنا لغرض العباده المتمثله ب( الصلاه والصوم والحج والزكاه وغيرها من العبادات ) هي تعتبر غير ذي فائده عند الله وبهذا تكون عباره عن عبث لاغير . وحاشا الله ان يامرنا بالعبث .
اذن ان العباده المقصوده بالايه الكريمه هي غير هذه العباده التي نفهمها . وانما هي عباده الله المتمثله بالتعاملات اليوميه (الاقتصاديه والاجتماعيه والانسانيه ...وغيرها) وهذا يعني بالحرف الواحد ( اقامة دوله الله في الارض )
بسم الله الرحمن الرحيم ... " اني جاعل في الارض خليفه "...
اي اقامه دوله تطبق قوانيين الله في الارض بحذافيرها وبدون اي نقص او تغيير .
ولو عدنا للوراء بالتاريخ منذ خلق ادم (عليه السلام) الى يومنا هذه ومرورا بكل الانبياء . هل طبقت هذه الدوله في الارض التي امر الله بها . الجواب طبعا (لا) .
حتى في زمن نبينا محمد (ص) فقد كان (ص) يقيم الحد على كثير من الناس . اي انه كان في زمنه الزنا موجود والسرقه موجوده وغيرها من الفواحش (ابعدنا الله عنها) .
اذن هذه الدوله لم تقام لحد الان (دوله الله في الارض) . وعليه فيجب ان تقام هذه الدوله في الارض . لان الله يقول ان هذه الدوله سوف تقام .
بسم الله الرحمن الرحيم.. اما الارض فيرثها عبادي الصالحين
وعليه فان هذه الدوله سوف تقام فيما بعد من الزمان . واصبح اقامتها حتمي حسب ما يذكر كتاب الله .
وان لا بد ان يظهر شخص لتطبيق قانون الله في الارض وهذا لا خلاف فيه .
اما ادعاء ابناء المذاهب الاسلاميه فيحتجون علينا ان الشخص الذي يظهر هو ليس محمد ابن الحسن (الحجه) المنتظر بل هو شخص يولد في وقته .
نقول لاخواننا ان هناك نظريه يعلمها الكل تقول (لا يمكن للمفضول ان يختار الفاضل) وبما ان الشخص الذي سوف يظهر سيقوم بعمل لم يقم به احد من قبله حتى الانبياء فبذلك يكون هو الفاضل .
والفاضل يتم اختياره من قبل الافضل وهو (الله تعالى) .
اذن اصبح الان حتميا عندنا ان هذا الشخص يتم اختياره من الله وليس من الناس .
ولناخذ الايه الاتيه :
بسم الله الرحمن الرحيم.. اليوم اكملت لكم دينكم ورضيت لكم الاسلام دينا ..
هذه الايه تعني ان الله سبحانه قد اختار محمد (ص) من بين باقي الانبياء ليكون متمم للدين اي لا يوجد دين بعده . فعليه ان محمد هو افضل من كل البشر الباقين حتى من الانبياء لان الله اختاره من دونهم ليكون مكمل وخاتم لكافه الاديان والرسالات السماويه .
وهذا الاستنتاج يؤدي بنا الى مفهوم ان الشخص الذي سوف يظهر ويقيم دوله الله في الارض يجب ان يكون من صلب محمد (ص) . لكي لا يعلو على مرتبة الشرف التي اعطاها الله لمحمد (ص) .
اصبح الان لدينا امور حتميه وهي اقامه دوله الله في الارض . وظهور شخص من صلب محمد (ص) لقياده هذه الدوله .
يقيت نقطه واحده جوهريه . وهي ان اخواننا ابناء المذاهب الاخرى اشكلوا علينا موضوع الغيبه . وقالوا أن الشخص الذي يظهر صحيح هو من صلب محمد (ص) ولكنه يولد في وقته وليس غائب كما تدعون ..
نقول لهم ان هذا الامر يرتبط بموضوع اخر . فحسب ما يدعي اخواننا ابناء المذاهب الاسلاميه ان النبي محمد (ص) قال قبل موته : (اني تارك فيكم الثقلين . كتاب الله وسنتي) ونحن نقول (كتاب الله وعترتي)..
الكتاب هنا هو القرآن الكريم . والسنه هي السنه النبويه الشريفه . وطبعا كلاهما يعتبر نظريه مخطوطه (مكتوبه ) قابله للتغيير ( التحريف) . فما الذي يثبت صحه القران والسنه وكلاهما مكتوب باليد وعلى الورق .
اعتقد ان هذا الامر يؤدي بنا الى موضوع (النظريه والتطبيق) فكل نظريه حتى وان كانت من الله عز وجل تحتاج الى تطبيق . لسببين .
الاول : لمعرفه مدى صحه هذه النظريه .
الثاني: لحفظ هذه النظريه من التحريف او التغيير .
اذن الكتاب (القران) و(السنه النبويه) كلاهما يحتاج الى تطبيق . والتطبيق للقران هم الائمه المعصومين (عليهم السلام) بعد النبي .
يعني مادام القران موجود بيننا . لابد من وجود شخص يعتبرمنفذ عملي او (مجسد) لاوامر القران . وحافظ له من التحريف .
فالله سبحانه عندما يقول . بسم الله الرحمن الرحيم .. انا انزلنا الذكر وانا له حافظون . يقصد به وجود ناس اوجدهم الله تعالى لحفظ هذا القران عبر السنيين الى يوم القيامه .
وهذا دليل قاطع على وجود امام معصوم في زمننا هذا لحفظ كتاب الله .
وبما انه كان الامام ( الحسن العسكري) هو اخر الائمه المعصومين . فلا بدان يكون ابنه الامام المعصوم المكمل للدور الالهي المناط بهم ..
ونسالكم الدعاء