خريطة أثرية تشير إلى قدم منطقة القطيف
ذكر أخيرا الموقع الالكتروني
www.jpmaps.co.uk التابع لشركة «جوناثان بوتر» أنه يمتلك ضمن مجموعته خريطة قديمة ونادرة لمنطقة الشرق الأوسط والجزيرة العربية تعود لعام 1606 ميلادي، ويظهر فيها بوضوح اسم القطيف Elcatif، المنطقة المعروفة اليوم باسم القطيف، بالإضافة الى اشارتها الى الخليج العربي بأنه Mare Elcatif Olim Sinus Arabicus، أي «خليج القطيف العربي». وسرعان ما بيعت هذه الخريطة لأحد الأشخاص، من دون أن تفصح الشركة عن إسم المشتري. ويعتبر الموقع من الرواد في مجال بيع المقتنيات القديمة القيّمة، وتحديداً الخرائط الأثرية والنادرة، ويعرض باستمرار العديد من المخطوطات والكتب التاريخية التي تعد ثروة للمهتمين.
الخريطة التي نشرها الموقع يعود تاريخها الى عام 1606م، وكانت معروضة في متحف أمستردام، ويبلغ ارتفاعها 37 سنتمتراً وعرضها 46 سنتمتراً، وهي بالألوان ويعود تاريخها إلى أيام السلطان العثماني محمد الثاني حيث ظهر اسمه عليها. ويؤكد الموقع أن الخريطة أصلية، وذكرها كتاب لـ«جي آر تيبتس» تحت عنوان Arabia In Early Maps. وهو كتاب معتمد كمرجع للخرائط العائدة الى الفترة الممتدة من عام 1477 حتى عام 1751.
ويذكر الكتاب في الصفحة 62 أن الخريطة من الخرائط الجذابة للشرق الأوسط، وتظهر فيها تفاصيل دقيقة للمنطقة العربية، كما أن «خليج القطيف العربي»، الذي يدعى اليوم «الخليج الفارسي»، مشار إليه بوضوح. كما ظهر اسم البحر الاحمر على أنه «خليج مكة وضهار العربي» وأيضاً ظهر اسمه بهذه العبارة Mare De Mecca Et Dohar Olim Sinus Arabicus. كما تشير الخريطة إلى كبر المساحة التي كان يطلق عليها اسم القطيف، وهي في الموقع نفسه للقطيف اليوم. ومن خلال نظرة سريعة على ما أورده المؤرخون يظهر أن الاسم الأصلي للقطيف قد يكون محرفاً عن كلمة كيتوس Cateus، وهو الأسم اليوناني القديم للمنطقة، والذي يشير بكل وضوح الى اسمها الحالي. ويذكر الدكتور عبد الوهاب عزام ان هذا الساحل كان يسمى القطيف قبل ان يغلب عليه اسم «الخط»، لكن صاحب «التعريفات الشافية» يشير الى أن الخليج العربي كان يسمى بـ«بحر القطيف». أما شبرنكر فيشير إلى أنه كان يسمى «خليج القطيف» وفقاً لـ «تاريخ العرب قبل الاسلام» (ج1 ص 140).
ويرجع البعض اشتقاق كلمة «الخط» الى لفظة «كتني» (Chateni) وهو «اسم لقبيلة كانت تسكن هذه المنطقة في قديم الزمان» كما يورد «تاريخ العرب قبل الاسلام» (ج 1 ص 140). على أن كلمة «الخط» اسم يشمل الساحل الشرقي من شبه الجزيرة العربية من البصرة ومنتهياً بعمان، فهو اسم يطلق على هذه المنطقة كلها تقريباً، وفقاً لما جاء في «معجم البلدان» (ج 3 ص 449).
ومدينة القطيف القديمة تبعد عن الساحل الشرقي مسافة ميل، كما ذكر المسعودي ووصفها ابن بطوطة في رحلته «بأنها مدينة حسنة ذات نخل كثير». واسم القطيف بفتح أوله وكسر ثانيه على وزن «فعيل» مشتق من القطف، وهو قطف العنب ونحوه، كما يضبطها ياقوت الحموي في معجمه. ويستطرد الحموي فيقول «وهي مدينة بالبحرين، هي اليوم قصبتها وأعظم مدنها». وقال الحفصي: «القطيف قرية لجذيمة عبد القيس». وفي مختلف الأحوال تؤكد الخريطة المنشورة أن المنطقة العربية وبما فيها المملكة العربية السعودية ومن ضمنها القطيف منطقة عريقة بأصالتها، وهذا ما يؤكده المؤرخون.
منقوول