الخطوط العامة للزواج وتقاليده في الماضي في محافظة القطيف " في منطقة القطيف عامة كانت مراسيم الزواج على النحو التالي:
* 1
الخطبة:
وهي أولى مراحل الزواج وكانت تتم بواسطة الأقارب أو الخطابة المتخصصة لهذا الغرض فتوصف البنت للعريس إذا كان غير مرتبط بإحدى قريباته كابنة عمه أو غيرها فيوافق عليها دون أن يراها، وبعد استجابة ولي أمرها أما بإرسال مكتوب إليه أو مكالمة أهلها شفويا يرسل لبيت العروس كمية من السمك الطازج حيث توزع على الأقارب والجيران والمعارف كرمز للبركة والخير وكإعلان عن الخطوبة ..
*2
الملجة:
أي عقد الزواج وهي المرحلة الثانية وقد تمتد فترة من الزمن، وفي هذه المرحلة يتم الاتفاق على تحديد موعد معين فتعقد حفلة صغيرة مكونة من الأقارب والمعارف، ويدعى فيها الشيخ (المأذون الشرعي) فيجري صيغة العقد بعد موافقة البنت فيسألها عن قبولها، فإذا سكتت اعتبر سكوتها رضاها وربما كان باعث الحياء والخجل أو الخوف من معارضة الأهل يخفي وراءه الرفض التام على اجراء هذه الصفقة، وفي بعض الأحيان يستغنى عن أخذ رأيها فتؤخذ موافقة ولي أمرها دون الرجوع إليها ويجري العقد دون أن يسجل في وثيقة رسمية، ويسلم الصداق ويرسل مع الهدايا إلى بيت العروس، وجميعها من المصوغات الذهبية والأقمشة الحريرية والقطنية لها ولأهلها وأقاربها وأكياس الرز والبيدان (لوز الشام) والنقال (نوع من المكسرات) والقناطي (الملبس) ورؤوس القند (كتلة من السُّكر) ..
* 3
الدخلة:
أي دخول العروسين، وقد تتم بعد الملجة مباشرة وهناك تقام الاحتفالات على قدم وساق..
* فبالنسبة للعروس:
فإنها قبل الدخول بثلاثة أيام يجري الإجتفال (بغسالتها) أي باستحمامها فتذهب معها الداية في الصباح برفقة أقاربها وجيرانها ومعارفها إلى إحدى العيون وعلى طول الطريق يرددن الأغاني والأهازيج وتقوم الداية بتوزيع العذرة في الزوايا والمنعطفات والترع، وابتداء من مساء ذلك اليوم تجري الإحتفالات بليالي الحناء الثلاث حيث تجلس العروس في صدر القاعة على مشهد من المتفرجات فتجلى في أبهى حليها وحللها، ويوضع في حجرها رأس قند، وتقوم النقاشة الاخصائية بوضع العجين في كفيها وقدميها في المواضع التي تريدها أن تبقى بيضاء، ثم تغمسها بالحناء آخر الأمر، وتتكرر العملية في الليلة الثانية والليلة الثالثة على التوالي حتى يصبح لون الحناء ضاربا إلى السواد وكل ذلك يتم على عزف الطبول والدفوف وترديد الأهازيج الشعبية والزغاريد والتهاليل.
وفي عصر اليوم الذي يسبق ليلة الدخول يحتفل بالخضاب على غرار الليالي السابقة فتجلى العروس في أروع زينتها أكثر من أي وقت مضى وتقوم الخضابة المتخصصة بنقش كفي العروس وقدميها بمادة سوداء تسمى (الخضاب) وفي المساء وقبل أن تزف إلى العريس يجرى الاحتفال بمراسيم (التريمبو) فيضعنها في وسط الصالة وينشرن فوقها رداء من الحرير حيث تمسكه أربع نساء كل واحدة بطرف من زواياه الأربعثم يرفعنه وينزلنه وهن يرددن اهزوجة متداولة مطلعها:
"واترمبو واليومي".
ثم تزف إلى زوجها وتبقى دايتها مع ثلة من أقاربها في انتظار فارس الأحلام.
* أما بالنسبة للعريس:
فقبل الدخول بيوم يكلف شخص بأن يطرق باب كل بيت ويوجه دعوة عامة للبلد يدعوهم لحضور الإحتفالات وتناول العشاء حيث تنحر الذبائح ويدعوهم كذلك لتناول الفطور حيث تقدم أشهى الحلويات كل صباح طيلة أيام العرس، وينفق بسخاء في هذه المناسبة، وفي عصر ذلك اليوم يذهبون معه لإحدىالعيون للإستحمام وتوزع العذرة في الترع والمنعطفات على غرار ما يعمل للعروس وعند العودة يركبونه على فرس أو حمار ويتحلق الجمهور حوله وهم يرددون الأهازيج على دقات الطبول، وفي المساء بعد انتها مآدب العشاء تقام حفلة بمناسبة ليلة الحناء يقرأ فيها قصة زواج النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من السيدة خديجة عليها السلام، وبعد انتهاء الحفل تبدا السهرة فتقام حفلة السامري وتستمر حتى الصباح بينما العريس يبيت مع جملة من حوارييه وأيديهم وأرجلهم مغموسة بالحناء.
وفي الليلة الثانية يقام احتفال مماثل بمناسبة الزفاف تتكرر فيها المشاهد والأعمال وتقام المآدب على قدم وساق، وعند انتهاء الحفل يزف العريس إلى بيت العروس في حشد من المحتفين وهم يرددون الأهازيج والتهاليل وعند دخوله الغرفة يرافقه الشيخ فيقرئه الدعاء بعد أن يصلي العريس ركعتين ثم يخرج معه لتوديع المشيعين.
وتقوم الداية مباشرة بمهمة (غسالة الرجل) فتوضع رجل العريس اليمنى ورجل العروس اليسرى في وسط صحن صيني وتجعلهما في وضع متقابل بحيث يلتصق باطن إحداهما بباطن الأخرى ثم تصب ماء الورد عليهما كرمز للوفاق وتفاؤل بالوئام وهي عادة عريقة جداً ومازالت هذه العادة حتى الوقت الحاضر.
* وقد جرت العادة أن يقدم الزوج لعروسه هدية في الصباح تسمى (الصباحية) :
* كما جرت العادة أن يقوم العروسان في الليلة الثالثة بزيارة أهل العريس.
ويقيم الزوج في منزل العروس اسبوعا كاملا يزوره خلاله أقاربه وأصدقاؤه ويجلس جلسة عامة كل يوم لاستقبال المهنئين، وبعد انتهاء الأسبوع تختم آخر مرحلة من العرس (بالحوال) فينتقلان إلى عشهما الزوج.
هذه الخطوط العامة للزواج وتقاليده في الماضي أما الآن فقد اندرست أغلب تلك العادات واستبدلت بعادات أخرى أكثر ملاءمة لروح العصر
__________________
منقوول