الله ـــم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .//
الرباب ( رضوان الله عليها ) بنت امرئ القيس زوجة الإمام الحسين ( عليه السلام )
اسمها ونسبها :
الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن حليم بن خباب بن كلب الكلبية ، وهي زوجة سيد الشهداء الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
أخبارها :
كانت الرباب من خيار النساء جمالاً وأدباً وعقلاً ، وأسلم أبوها في خلافة عُمَر ، وكان نصرانياً من عرب الشام ، فَوَلاَّه عُمَر على قومه من قضاعة .
وما أمسى حتى خطب إليه الإمام علي ( عليه السلام ) ابنته [ ابنة امرئ القيس ] الربَاب لابنه الحسين ( عليه السلام ) فزوَّجه إياها .
فولدت الربَاب للحسين سُكينةَ ( عليها السلام ) عقيلة قريش ، وعبدَ الله ( عليه السلام ) الذي قُتِل يوم الطف وأمُّه تنظر إليه .
وأحبَّ الحسين ( عليه السلام ) زوجته الرباب حباً شديداً ، وكان معجباً بها ، وكان ( عليه السلام ) يقول فيها الشعر .
وما قاله فيها وفي ابنته سكينة :
لَعَمرِكَ إنَّني لأُحِبُّ دَاراً
تِحِلُّ بِها سُكينة والربَابُ
أُحبُّهُمَا وأبذل جُلَّ مَالِـي
وَليس لِلائِمِي فيها عِتابُ
وَلَستُ لَهُم وإن عَتَبُوا مُطِيعاً
حَياتِي أو يُعَلِّينِي الترَابُ
ولما استُشهد الإمام الحسين ( عليه السلام ) في أرض كربلاء حزن عليه الربَاب حزناً شديداً ، حتى أنها أقامت على قبره سنة كاملة ثم انصرفت .
وفي تذكرة الخواص : أنها أخذت الرأس الشريف ووضعته في حجرها ، وقَبَّلَتْهُ وقالت :
وَاحُسَيناً فَلا نسيتُ حُسيناً
أَقْصَدَتْهُ أَسِنَّةُ الأعدَاءِ
غَادَرُوهُ بِكربلاءَ صَريعاً
لا سَقَى اللهُ جَانِبَيْ كَربلاءِ
وقالت في رثاء الحسين ( عليه السلام ) أيضاً :
إنَّ الذي كَان نوراً يُستَضَاءُ بِهِ
بِكَربلاءَ قتيلٌ غَير مَدفونِ
سِبطَ النَّبي جزاكَ اللهُ صالحةً
عَنَّا وجُنِّبتَ خُسرَانَ المَوازينِ
قَد كنتَ لِي جَبَلاً صعباً ألوذُ بِهِ
وكنتَ تَصحبُنَا بالرَّحمِ والدِّينِ
مَن لِليتَامَـى وَمَن للسَّائلينَ
يُغنِي ويُؤوِي إِليهِ كُلَّ مِسكينِ
واللهِ لا أبتغِي صِهراً بِصِهْرِكُمُ
حتَّى أُغَيَّبُ بين الرَّملِ والطينِ
وكان قد خطبها بعد استشهاد الإمام الحسين ( عليه السلام ) خلق كثير من الأشراف ، فقالت : ما كنت لأتخذ حَمْواً بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فو الله لا يؤويني ورجلاً بعد الحسين ( عليه السلام ) سقفٌّ أبداً .
الرباب وعبدالله الرضيع
ليله العاشر وفي خيمه تجلس الرباب وعلى كلتي يديها عبدالله وهو يمد بعينيه الجميلتين نحو عيني أمه الدامعتين وهو يناغيها بهدوء ولكن ذلك الهدوء يمتزج معه ألم العطش وكأنه يستعطف أمه بأن تسعفه بقطره لبن أو تبلل حلقه بقطرة ماء. الرباب تشاهد عيني عبدالله الحسنيتين تتدرجا نحو الذبول فماذا تفعل وقد جف حليبها وانقطعت حيلتها فأخذت تهزه بلطف وتناغيه بهدوء وأي هدوء يارباب في تلك الليله وعلوج بني أميه حولوا سبات الليل إلى صخب وصراخ فكيف ينام عبدالله ووجيج السلاح يخرق مسامعه وأوار العطش ينهش كبدته الصغيره. وبينما الرباب تدأب في تسكين صراخ عبد الله الرضيع يدخل أبو عبدالله عليه السلام الخيمه وهو يشاهد الرباب حبيبته وعزيزته محتارة ببكاء أبنه. توقف وهو يملأ ناظريه من ألم الموقف وهو يخاطب نفسه يارباب ياعزيزتي سوف لن يهدأ أبني ألا عندما يتحسس دم نحره يتقاطر فوق لسانه. وسوف لن يرتاح إلا حينما تلتقف روحه الطاهره أمه الزهراء وأنا يارباب لاأطيق فراقه فدعيه يستقر معي حيث لاألم ولاعذاب ولكنك أيتها الحبيبه ستضلين بعد فراقي مكسرة الجناح وحليفة الرثاء.
وقال الشيخ المامقاني في كتابه ( تنقيح المقال ) : يُعتَمَدُ على روايتها غايةُ الاعتماد .
تحياتي لكم