أشكرك لأنك تحررت من قيودك الأزلية ،وأصبحت لاتكترث بسماع تلك القواقع البشرية ، أشكرك جزيل الشكر لأنك أدركت أخيراً مدى عمق أن تجعل من محنتك منحة من رب العالمين ، "رُب محنة في طيها منحة ".
يالها من حكمة دفينة ثمينة ،يدركها المرء حينما يرضى الرب على عبده،وانت ياسيدي عبد من عباد الله الصالحين،شئت أم أبيت ،تقاعست أم تفانيت ،لهوت أم اهتديت.
لابد لك من الرجوع الى أرض صلبة ،أرض يعود اليها الساهي بعد الصحوة فيدرك فداحة العمر الضائع في ملهيات الدنيا الفانية ،وشعارات الدول المتحضرة ،والتدني في أبسط أمور الحياة مالها وما عليها .أشكرك سيدي بعد أن جعلت من تلك المحنة منحة في رضا النفس ،تلك النفس التائهة الغافلة عن الذات وأجمل ما في الذات أن تدرك ولو بعد حين، مدى الغفلة حينما كنت لاهياً فيها .
فما أجمل المحنة عندما تؤخذ بعبرة ،ماأجمل المحنة عندما تؤجر بنعمة .
سيدي..
من هنا أقول ان المحنة عبء ثقيل والمنحة هبة من رب العالمين.
وتلك الأخيرة لاتتكرر دائماً ،بل هي فرصة العمر..
فاجعل من تلك المحنة الالهية هبة ونعمة لك ولمن ينتظرك.
المصدر.........مجلة سيدتي ..العدد1489