من قصص اهل البيت
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل علىمحمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم من الاولين والاخرين الى قيام يوم الدين
قال تعالى " فاقصص القصص لعلهم يتفكرون "
1- اغنى خادم !
المرحوم السيد رضا الكسائي من العلماء الزهاد المخلصين صهر العلامة الاميني
قال
لما كنت طالبا في مدرسة دينية بمدينة تبريز كان خادم المدرسة رجل مؤدب
متواضع من اهل التقوى والصلاح يعمل بوظائفه الفردية والاجتماعية بصدق و
اخلاص وكان ذا روح عجيبة قليل الكلام كثير السعي شديد الكتمان وهو ان كانت
مسئوليته تنظيف المدرسة لكنه يعين الطلبة في تنظيف حجرهم دون ان ينتظر
مقابل بل كان احيانا يغسل ثيابهم ايضا واذا راى احدهم يريد الذهاب لشراء
حاجة تقدم اليه وتوسل منه ان يسمح له بهذه الخدمة وبلغ به الامر ان كان
يمليء ابريق الماء من حوض المدرسة ويحمله الى بيت الخلاء لئلا يتعنى الطلبة
ذلك وهذا كله لم تكن من وظائفه المخصصة له كخادم مدرسة ولكنه كان يقوم
بذلك بصفاء نفس فيزرع بذلك حبه في قلوب الطلبة ويعلمهم التواضع العملي
ذات منتصف ليلة خرجت من حجرتي لاسباغ الوضوء فرايت شيئا عجيبا رايت نورا
روحانيا في حجرة الخادم علما انه لم تكن طاقة كهرباء موجودة في ذلك الزمن
فقد حيرني الامر بشدة تقدمت خطوات نحو الحجرة لاكتشف حقيقة ماارى فلماقربت
سمعت كلاما يتردد بين الخادم ورجلا اخر
من جهة لم اكن اود الدخول عليه ومن جهة قوي حس الاستطلاع في قلبي اذ كان
ذلك النور يبهتني ويجذبني
فدنوت خطوات اخرى حتى وصلت خلف الباب فصرت اسمع الخادم يتكلم بصوت خافت
ولكن الطرف الثاني لم اشخص كلامه
وقفت في حيرتي اسمعهما دون ان افهم مايقولانه وفجاة انقطع الصوت وذهب
النور العجيب فلم اصبر طويلا وطرقت الباب فورا
قال الخادم من ؟
قلت انا فلان افتح الباب
فتح الباب فسلمت عليه وسالته هل تسمح لي بالدخول
قال تفضل
دخلت الحجرة وجلست ولكن لم ارى احدا غيره ولم اجد هناك شيئا غير مالوف
سالني هل من امر ؟
قلت لا , ولكن هل كنت تتكلم مع شخص ؟ قل لي الحقيقة ماذا كان يحدث هنا ؟
اخبرني والا سوف انبه الطلبة الان لياتوا هنا ويمطروك باسئلتهم عن واقع
الحال
قال احكي لك ماجرى هذه الليلة بشرط ان لاتحكيه لاحد
قلت قبلت الشرط
قال انا موجود الى يوم الجمعة عاهدني ان لاتظهر سري الى ظهر يوم الجمعة
وكانت تلك ليلة الاربعاء فعاهدته ان لاافشي سره الى يوم الجمعة كما حدد
فقال لي الحقيقة ان سيدي ومولاي الامام الحجة (ع) كان هنا وكنت بين يديه
نتبادل الحديث
فزاد عجبي وسالته حول ماذا كان يحدثك الامام ؟
قال هناك 3 فئات مرتبطون بالامام الحجة (ع) في عصر الغيبة كحواريين ذي
درجات كل فئة اقل عددمن الاخرى الفئة الاقل عدااهي الفئة الاولى في القرب و
الاعتماد وهكذا الطبقة الثانية والثالثة
هذه الفئات 3 من الناحية المعنوية والباطنية على شكل حلقات متداخلة ولما
يموت واحد من هؤلاء يحتار الامام (ع) واحد من الطبقة التي تليها ويحل محل
واحد من الطبقة الاخرلى ترفيعا لمقام كل من اصلح نفسه من الطبقات الشيعية
العامة تبعا لمستوى التقوى والفضائل الاخلاقية والحالة الروحيةالتي اكتسبها
الفرد وهئ نفسه بها من قبل
فانا في يوم الجمعة حيث يموت شخص من الكبقة 3 جاءني الامام (عج) واختارني
لاداء المهام في مكانه
وهنا انتهى كلام الحادم ولم يقل شئ وغدوت انا مندهشا خرجت من الحجرة وكانت
حالتي عجيبة مشاهدتي لذلك النور وسماعي للقصة قد احدثا في وجودي طوفانا
لااستطيع وصفه فلم استقر نفسياصرت اقول لنفسي ان رجلا كنا ننظر اليه بعين
عادية وانه خادم لاقيمة له هو صاحب منزلة ومقام وسعادة يزوره الامام (عج)
بنفسه ويدعوه الى درجة خواصه
وحيث اصبحت بدات اراقب الخادم خرج من غرفته كالعادة برزانة ووقار فاخذ
يعمل دون ان يرى على ظاهره اما انا فكنت قلقا في تفكيري ونفسيتي
ومريوم الخميس كيوم الاربعاء بنفس الطريقة ولم اجعله يفلت من عيني فقد كان
يكنس وينظف المدرسة ويشتري للطلبة مايحتاجونه حتى اني لما اردت املئ
الابريق ماء اسرع نحوي وطلب ان يقوم بذلك فما سمحت له وقلت له لن اسمح
لنفسي التجاسر على مقامك بعد هذا انت سيدي وانا خامك ولولا اني عاهدتك ان
لاافشي سرك لاعلنت للطلبة عن مقامك الرفيع
وعند سحر الجمعة بدا الخادم يعمل واقتربت ساعة موعده واناازددت مراقبة له
رايته يخرج من غرفته مع طلوع الشمس فبدا عمله اليومي في المدرسة ثم اخذ
يغسل ثيابه وينشرها وغسل حذائه ايضا ووضعه جانبا
وعند الزوال جمع ثيابه واخذ حذائه ثم ربط ظهره بازار واغتسل في حوض
المدرسة
وكان الجو حارا والطلبة في عطلة اكثرهم خرجوا لزيارة اقربائهم والقليل
منهم في الحجر وكنت احسب الدقائق باضطراب شديد عيني لم تنحرف عن مشاهدة
الخادم انها اللحظات الاخيرة من
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
عند اذان الظهر ومع الكلمة الاولى للاذان ( لله اكبر ) فجاة غاب عن عيني
فقمت كالمدهوش ابحث عنه ولكن لم اجد له اثرا
شخص كان بين ايدينا قبل لحظات كان جالسا عند الحوض وكان من اول الصباح
الى اول الزوال تحت نظري كيف غاب هكذا يالهي ؟
جئت مسرعا عند الحوض واخذت انادي فخرج بعض الطلبة ليروا ماالقضية فجاؤوا
وسالوني مالمشكلة ؟
قلت اين اختفى الخادم؟
قالوا اي خادم
قلت خادم مدرستنا الذي يتفانى في خدمتنا
نظروا حولهم وفتشوا ثم قالوا غير موجود فلعله ذهب الى السوق اوصلاة
الجمااعة
قلت ابدا انه الان قد التحق بجامعة الامام الحجة (ع) فقد اصبح من المقربين
من هذه الساعة
سالوني مالقصة ؟
فشرحتها لهم من بدئها ختى اختفائه قبل ساعة فشاركوني في الدهشة وكان الحق
كذلك وهكذا لم ير احد منا بعد ذلك اثرا للخادم ولاتكرار رؤيته
يقول ناقل هذه القصة وهو المرجع سماحة الشيخ وحيد الخرساني الذي حكاها
21-8-1404 ه لطلبته في حوزة قم المقدسة نه سمعها قبل 40 سنة من السيد
غلام رضا الكسائي نفسه . واضاف الشيخ ان السيد الكسائي لما نقل القصة قال
انه الان 40 سنة مرت على الحادثة ولم اجد للخادم اثر
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم واجعلنا من الطالبين بثارهم مع امامنا القائم من ال محمد ( روحي لتراب مقدمه الفدا)