السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النفس لا تترك الطغيان ما لم يصب الإنسان مرض ، وقد رأيتم حالة المريض حيث يظهر عليه الخضوع والانكسار وخاصة الأمراض التي تستغرق مدة طويلة من الزمان .
ولذلك كان فراش المرض محل نزول رحمة الله لأنه لا طغيان له ولا قول : أنا ، أنا ، حيث يحل محلها قول : ماذا أفعل ؟ أين أذهب ؟ ما أضعفني ... وهكذا يتبدل كل ذلك الطغيان والأنانية إلى عجز وضعف .
حضر الإمام (ع) عند أحد المرضى لعيادته فكان ذلك المريض يتأوه ( يقول آه ) فاعترض عليه أحد أصحاب الإمام وقال : لماذا تتأوه من المرض ؟ فقال الإمام عليه السلام :
- دعه يتأوه فهو تسبيح له - كما هو مضمون الرواية - .
ينبغي لمن يقول : أنا ، أنا أن يضربوه على رأسه ودع من يقول : آه . لأنه لا طغيان له .
اطلب من المريض الدعاء
وأيضاً ورد في الروايات ( اطلبوا من المريض الدعاء ) لأن للمريض حالة لا توجد عندك فكل آه تنبعث من المريض تقربه من الله أكثر ويقل بها حجابه ولا يعني هذا أن كل مريض كذلك بل هو ذلك المريض المؤمن والصابر .
وقد يكون المرض مصحوباً بالكفر والإعتراض في بعض الأحيان إلا انه بعيد عن المؤمنين إن شاء الله .
وقد روي أن الجسد الذي لا يتعرض للبلاء أربعين يوماً فهو بعيد عن رحمة الله تعالى ، ولهذا كانت الخدشة التي تصيب البدن كاصطدام اصبع قدمك بالحائط مثلاً مفيدة فان تلك اللحظة يقل فيها طغيان النفس .
مقتبس من كتاب التوحيد والعدل
لآية الله السيد عبد الحسين دستغيب
نسألكم الدعاء