الصداقة .. حاجة روحية للانسان
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم أخوتي الكرام ..
الصداقة .. حاجة روحية للانسان
الإسلام ديننا العظيم وضع الأساس الصحيح للصداقة وهو الحب في الله ، وفى ذلك يقول الإمام علي عليه السلام: (خير الأخوان من كانت مودته في الله). غير أن بعض الناس يقول متسائلاً:
بماذا ينفعني الأصدقاء؟
هل سأحصل منهم على الملايين؟
والجواب هو: من قال بأن الملايين هي منتهى ما يحتاجه الإنسان؟
فالأصدقاء بالإضافة إلى ما يوفرونه من لذات الحياة ومعانيها فهم سلالم المجد للإنسان أحياناً، وإن الحياة الحقيقية هي أن يعيش الإنسان مع جماعة ويشاركهم أتراحهم وأفراحهم ، فإن أكبر عقوبة يواجهها الإنسان هي عقوبة السجن الانفرادي والوحدة ، فالأصدقاء ينفعوننا في الدنيا حيث يقضون حوائجنا، ويساعدوننا في أزماتنا ومشاكلنا، أما في الآخرة فهم يشفعون لنا، فلو أن رجلاً كان في الدنيا صديقاً لأربعين مؤمناً، أليست شهادة هؤلاء على صلاحه تنفعه يوم القيامة، أو على الأقل تخفف عنه العذاب؟!. فالصداقة بالإضافة إلى أنها تنفع في الدنيا، فهي قضية دينية مرتبطة بالدين، ولربما يعاقب الإنسان على تركها يوم القيامة ، فهي حاجة روحية للإنسان جعلها الإسلام بمنزلة عبادة يثاب عليها مع كل صديق بدرجته في الجنة .
وبالإضافة كل ذلك فإن للصداقة أهمية كبيرة من الناحية النفسية للإنسان، مثل الشعور بالحب والمشاركة الوجدانية، والإفصاح عن الذات وعن بعض المشاكل والهموم، وتلقي المساعدة في الشدة ، والاكتساب والتنمية ، وإعداد الشخص لمواجهة المجتمع ، هذا بالإضافة إلى المرح والترفيه وإدخال السعادة والبهجة على الصديق، والمشاركة في الميول والهوايات.
وفى النهاية ، لا يبقى هناك مجال للشك ، حول أهمية وضرورة الصداقة في حياة كل فرد في المجتمع ، والتي أكد عليها الإسلام واعتبرها قضية مقدسة ، فلا توجد بعد العبادات والإيمان، أفضل من اكتساب أخ مؤمن وصديق صالح، كما يقول الحديث الشريف: (لا يقدم المؤمن على الله بعمل يوم القيامة - بعد الفرائض - أحب إلى الله من أن يسع الناس بخلقه). فالصداقة تغذي الأخلاق، وتستثمر المبادئ. والأصدقاء كنوز، يجب البحث عنهم، وتحمل التعب من أجل اكتشافهم، حتى لا يختلط علينا الحجر والجوهر، فننتقي الأحجار ظناً منا أنها الجواهر.
ودمتم بالف خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
منقول