انتقل الى عنوان المناورات الاسرائيلية ومناورات المقاومة:
منذ انتهاء عدوان تموز والعدو الاسرائيلي يدرس العبر ويدرس الثغرات والاخطاء وشكل لذلك عشرات اللجان المتخصصة، ويحاول ان يستخلص العبر ويحصل على استنتاجات واضحة من تلك الحرب والهزيمة التي لحقت به في تلك الحرب، وهو منذ انتهاء العدوان يعمل على ترميم واعادة بناء قواته نفسيا وماديا ومعنويا، ويقوم بأعمال تدريب واسعة ومكثفة وتطوير في ترسانته العسكرية والسلاح والولايات المتحدة الاميركية تنفق بكرم لا مثيل له على قوة العدو العسكرية، طبعا في الوقت الذي تبعث الى لبنان طلقات كلاشينكوف وتقوم بمناورات ويقوم العدو بمناورات واسعة منذ اشهر, وكان آخر هذه المناورات ما قام به العدو شمال فلسطين المحتلة قبل اسابيع, عندما قام بمناورة شارك فيها خمسون الف ضابط وجندي من البحر الى تلال الجولان، وسماها او اعتبر ان مهمة المناورة هي التنسيق والتكامل بين اذرع وايدي واسلحة الجيش الاسرائيلي، وهذه المناورة، ليس لاخافة الناس انما لوضعهم امام الحقائق هي مناورة للهجوم على لبنان، لا يعني بالضرورة ان هناك قرار بالهجوم على لبنان، ولكن العدو صاحب الطبيعة العدوانية هو يتهيأ لقرار من هذا النوع او لاحتمال من هذا النوع، طبعا انا قبل أيام قلت ونددت بسكوت فريق السلطة عن هذه المناورات والانتهاكات الاسرائيلية الجوية المكثفة، ومع ذلك وبالرغم من التنديد لم نسمع أي كلمة.
لكن بعد ان علم في لبنان ان هناك مناورة كبيرة نفذتها المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان استيقظ الكثيرون في لبنان وخصوصا فريق السلطة وعلم وانتبه ان هناك مناورات إسرائيلية بفعل مناورات المقاومة، اود هنا ان ادخل الى خلفية المناورة ان اذكر بشيء مهم جدا بمسألة الصراع، تذكرون خلال 33 يوم من عدوان تموز كنا نسمع من فريق السلطة دائما عبارة نحن نريد بسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية والوصول الى الحدود، نحن نريد استعادة قرار الحرب والسلم، الدولة وحدها هي التي تحمي لبنان، الدولة وحدها هي المسؤولة عن شعب لبنان وارض لبنان وسماء لبنان وسيادة لبنان، عظيم انتهت الحرب، انتشر الجيش اللبناني على كامل الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، بسطت الدولة اللبنانية كامل سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية والمقاومة منذ ذلك اليوم لم تنفذ أي عملية في منطقة مزارع شبعا المحتلة مع انها تحتفظ لنفسها في هذا الحق، انا اتكلم عن المرحلة منذ آب الماضي، ان السلطة تقول ان هذه الملفات هي في عهدتها وفي مسؤوليتها، واليوم بعد مضي اكثر من عام نود ان نسأل فريق السلطة ماذا فعل وماذا انجز؟، ليس مهم ماذا انتج المهم ماذا سعى ماذا فعل؟ ما هو الجهد الذي بذله في هذا السبيل؟، مثلاً: لا اريد طبعا في البداية ان اسألهم عن ملف الاسرى, هم ليسوا قادرين على فعل شيء وملف الاسرى هو في عهدتنا وفي عهدة المقاومة ونحن كررنا التزامنا وسيعود الاسرى سمير وكل الاخوة مع سمير، لكن في ملف مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ماذا فعلت هذه السلطة؟ مع العلم ان هذه السلطة تحظى باهم دعم اميركي وغربي ودولي في تاريخ لبنان، فلا يمر يوم او ايام قليلة الا وينبري مسؤول اميركي من بوش الى اصغر موظف في الادارة الاميركية لاطلاق المدائح لبعض المسؤولين في هذه السلطة.
عظيم، اذا كنتم على علاقة قوية ومتينة مع الادارة الاميركية في هذا المستوى وكان مجلس الامن يجتمع كلما اردتم وكلما طلبتم، ماذا فعلتم حتى الان لتحرير مزارع شبعا، وانتم دائما تدعون الى العمل الدبلوماسي، ما هي الدبلوماسية التي قمتم بها؟ ما هو الجهد الذي بذلتموه؟ نحن لا نتوقع بعد سنة وعدة اشهر ان تستعيدوا مزارع شبعا لكن نسأل ماذا فعلتم لاستعادة مزارع شبعا، وعما وظفتم من علاقات لاستعادة مزارع شبعا, هذا في المزارع وهم لم يستطيعوا استعادة مزارع شبعا الى لبنان ولا حتى لم يستطيعوا ان يقنعوا العدو الصهيوني بوضع مزارع شبعا تحت سلطة الامم المتحدة.
طيب، لو رحنا على موضوع الانتهاكات، وَلَوْ!!! الى هذا الحد الحلف بين فريق السلطة والاميركان؟؟ لا يقدر ان يمون؟ ان يوقف الانتهاكات الجوية الاسرائيلية للبنان؟ من اجل ان يعطي مصداقية لفريق السلطة! من اجل ان يظهر ان الخيار السياسي والدبلوماسي قادر ان يفعل شيء، ولو بالحد الادنى ايقاف الخروقات الجوية. وبالتالي لا يحرجهم وهم الذين يدعون انهم حماة السيادة!
ثالثاً وهو الأسوء، المناورات الاسرائيلية التي حصلتـ في كل العالم حتى لو دولتين صديقتين اذا قامت دولة بحشد جيش على حدود الدولة الثانية، أو تغيير انتشارها العسكري او تقوم مناورات على الحدود، هذا يعتبر استفزاز للدولة الثانية تقابله برد فعل دبلوماسي واحيانا برد فعل عسكري باعادة انتشار، بتحريك قوات، باجراء نشاط سياسي معين للتوضيح.
في الحد الادنى أي دولة، أي سلطة تحترم وجودها وسيادتها وكيانها لا يمكن ان ترضى او ان تسكت او ان تتجاهل المناورات لخمسين الف ضابط وجندي على حدودها, وقيادة العدو تتحدث عن ان هدف هذه المناورات هو تطبيق ومحاكاة على الارض وفي الميدان لعدوان اسرائيلي محتمل على لبنان, ولكن ماذا فعل فريق السلطة؟ يا اخوان حتى كلمة, حتى ادانة, حتى شجب لم يصدر! نعم عندما خرج احدهم واصبح مضطراً لأنه احرج لاعلان مناورة المقاومة اصبح مضطرا للحديث عن مناورة المقاومة, تذكر ان يشجب ويدين المناورة الاسرائيلية, فقط واحد منهم, اما البقية فلا, هذا الموضوع بالنسبة اليهم هو موضوع طبيعي وعادي للاسف الشديد! وطبعا المناورات الاسرائيلية في الشمال لا تعني لهذا الفريق شيئا لانهم اولا لا يعتبرون اسرائيل عدوا, هم قالوا هذا في أكثر من مناسبة. وبعد ذلك، الذي يعلن علنا انه هو جزء من المشروع الاميركي في المنطقة بشكل قهري وطبيعي, اذا هو لا يعتبر ان اسرائيل هي عدو, ولو اسأنا الظن اكثر سأقول ان بعض هذا الفريق, هو فرح وسعيد بمناورات العدو في شمال فلسطين المحتلة، لاننا نسمع في كل يوم معطيات وشائعات وكلمات من هنا وهناك على مراهنات جديدة على حرب اسرائيلية على المقاومة وعلى المعارضة في لبنان كما كانت هناك مراهنات في تموز العام الماضي, ولذلك من الطبيعي ان لا يستفز هذا الفريق في السلطة وان لا يحرك ساكنا وان لا يدين, بينما عندما تتحرك المقاومة لتناور تقوم القيامة ولا تقعد!
انا لا يعنيني ما يقول هؤلاء, انما يعنيني ان اقول لكم انتم الذين تؤمنون بالمقاومة وتؤيدونها وتحتضنونها وتعتزون بها, وانا اقول للعدو من ورائكم ان هذه المناورة كانت مناورة حقيقية وجدية وكبيرة, لست الان في صدد ان اتحدث عن التفاصيل, هناك مقدار اردنا ان يفهمه العدو وقد فهمه العدو, هناك مقدار من خلال مناورة, مقدار من الجهوزية اردنا ان يفهمه العدو وقد فهمه العدو, وما اردناه من هذه المناورة, هو ان نوصل رسالة واضحة الى العالم الذي يحاصرنا ولكنه في نفس الوقت يقدم احدث تكنولوجيا عسكرية لاسرائيل، الى العالم الذي يحاصر ويعاقب من يقدم دولارا لتكفل يتيم من ايتام الشهداء ويقدم عشرات مليارات الدولارات لاسرائيل, لنقول لهذا العالم ولنقول لهذا العدو، هذه رسالة المناورة الحقيقية، إن المقاومة في لبنان تملك العزم والإرادة وان المقاومة في لبنان تملك الرجال الرجال، وان المقاومة في لبنان تملك السلاح اللازم والكافي انشاء الله، وان المقاومة في لبنان تملك العلم والخطة الدقيقة العلمية المناسبة للدفاع وان المقاومة في لبنان تملك القدرة على الإدارة والسيطرة وان المقاومة في لبنان جاهزة ليلا ونهارا وفي كل المواقع للدفاع عن جنوب لبنان وعن كل لبنان ليس فقط للدفاع وانما هي متوثبة لتصنع الانتصار التاريخي الذي يغير وجه المنطقة.
هذه هي الرسالة الحقيقية لمناورة المقاومة الاسلامية قبل ايام, هي تريد ان تقول للعالم كله الذي يظن ان عزيمتنا وارادتنا قد ضعفت او وهنت, هم مشتبهون, للذين يظنون اننا تعبنا او مللنا وهل يتعب الانسان من الدفاع عن وطنه الغالي وعن شعبه الشريف وهل يتعب الانسان ويمل ويضعف ويهن من الدفاع عن اشرف الناس واكرم الناس واطهر الناس؟ هذه هي الرسالة الحقيقية. البعض لانه لا يرى اسرائيل عدوة ولان البعض لا يهمه من لبنان الا الازقة والشوارع والصراعات الصغيرة حاول ان يقدم مناورة المقاومة بأنها رسالة الى الداخل, لكم الحرية ان تفهموا كيفما تريدون.