قاهر الاصنام عضو نشيط
عدد الرسائل : 69 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 08/03/2008
| موضوع: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً السبت مايو 10, 2008 9:06 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
إضاءة الرسول والعذاب
(وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ * ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) ( الأعراف 94-95)
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) ( الأنعام 42-44 ).
سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ، ولن تجد لسنة الله تحويلا.
سنه الله سبحانه وتعالى في أهل القرى حال إرسال رسول لهم أن يأخذهم بالبأساء والضراء وهذا البأس الذي عادة يكون بسبب تسلط طاغوتي على أهل الأرض كما هو حال تسلط فرعون مصر على بني إسرائيل وتسلط نمرود على قوم إبراهيم (ع) ، والضرر الاقتصادي الذي يكون عبارة عن نقص في الأموال وقلة البركة في الحرث والنسل والتجارة يكونان عادة سبباً أساسياً لحث الناس على التفكر في حالة الفساد التي يعيشونها وبالتالي رجوع بعض منهم إلى الله والالتجاء إليه وبهذا يتهيأ جماعة لاستقبال الرسول والإيمان به ولكن في خضم هذا الإرسال الإلهي تفتح الدنيا ذراعيها لأهلها ولتكون فتنة لهم ترديهم في الهاوية بعد تخلفهم عن الرسول الذي أرسل إليهم وهؤلاء يجعلون الشبهات عاذرا لسقطاتهم ويظنون أن أعذارهم الواهية التي تخلفوا بسببها عن نصرة الرسول أو حاربوه بها كافية ليعتذروا بها أمام الله يوم القيامة وعندما ينبههم المؤمنون إلى أن الحال مشابهة لحال الأمم التي عذبت سابقا يردون : إن آباءنا قد جرت عليهم هذه السنة ولم ينزل بهم عذاب ولا أرسل لهم رسول فهذا الرجل كاذب أو ساحر أو كاهن أو شاعر أو متوهم أو أي عذر يعتذرون به ليجدوا لهم حجة يحتجون بها على فطرتهم إذا دعتهم إلى اليقظة وعلى المؤمنين إذا جادلوهم وهكذا وهم في خضم هذه الحالة الجديدة أي إقبال الدنيا عليهم( بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ) وفي قمة هذه المتعة وهم في حالة سكر من النعمة والنعيم يأتيهم عذاب بغتة وهم لا يشعرون( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) (الحجر:72) وعندها لا ينفع الندم وترتفع الأصوات ربنا غلبت علينا شقوتنا ..…. ربنا أخرجنا منها ..…فأنا ظالمون .... ربنا... ربنا.. ويأتيهم الجواب(قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُون ِ* إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ) (المؤمنون 108-110) .
إضاءة
من بين يدي العذاب الرسول بين يدي العذاب الإلهي رحمة إلهية فكيف تميز هذه الرحمة كيف يعرف الرسول بين دعوات كثيرة باطلة كيف يعرف الحق؟! كيف ميز المسلمون محمداً (ص) واتبعوه دون مسيلمة أو سجاح أو الأسود العنسي وغيرهم من علماء النصارى أو علماء اليهود أو علماء الأحناف هل كان هؤلاء سذجاً ولم تكن لديهم الحجج والأعذار ليعتذروا بها عن إتّباع الحق الذي مع محمد (ص) وليحتجوا على الناس أن الحق مع دعواتهم الباطلة المحرفة ألم يكن النصارى يستندون إلى رسالة جاء بها نبي يعترف به محمد (ص) وهو عيسى عليه السلام ألم يكن اليهود يدّعون إتّباع موسى والأحناف إتباع إبراهيم ألم يقل أتباع علماء الأحناف واليهود والنصارى ( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ) (الزخرف:23)( بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ ) (البقرة:170) ألم يقولوا عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة بل لم يكونوا يروا على الشجرة شيئا فهم في ريبهم يترددون وهل كان في أيديهم عصفور أم انه مجرد وهم وخدعة خدعهم بها الشيطان ألم يواجهوا محمداً (ص) بتلك الكلمات : مجنون, به جنة, ساحر,كاهن,كذاب, جاهل وغيرها كيف يُستدل على أن الحق مع المرسلين ؟! 1. مجنون يتكلم الحكمة!! 2. ممسوس بالجن يخرج الشياطين من الناس بكلمة من الله وتهرب منه الجن الكفرة والشياطين!! 3. كاهن يقضي وقته في الصلاة والعبادة!! 4. كذاب كان يعرف بالصادق الأمين!! 5. جاهل يتحدى العلماء ويأتي بعلم يفوقهم ولا يجدون لرده إلا السفسطة والمغالطة والافتراء!! ………أظن أن هذه التناقضات كافية لمعرفة أن الحق مع الرسول المتهم ثم الجن هؤلاء المخلوقات الضعيفة المسكينة ، حتى أشرارهم مساكين أمام أشرار بني آدم ، يصورهم علماء الضلالة الذين يحاربون الأنبياء بأنهم مخلوقات مخيفة ولها قدرات عظيمة فهم يعلمون أن الشياطين منهم لا يصمدون أمام آية من آيات الله أو كلمة من كلمات الله سبحانه ( وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَايسْتَطِيعُونَ * إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ) (الشعراء 210-212) ثم إنهم يعلمون انه صادق عابد ناسك ويقولون تتنـزل عليه الشياطين فيرد عليهم الله سبحانه الذي خلق الجن والشياطين (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ) (الشعراء 221-223) و مع ذلك فان أكثر الناس يتبعون علماء الضلالة أعداء الأنبياء والمرسلين ويغوونهم ويضلونهم عن الحق الذي جاء به المرسلون (والشعراء يتبعهم الغاوون) الشعراء:أي العلماء الضالين هذا ما فسره أهل البيت (ع) ( أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ) (الشعراء:225) 5.) واد منخفض وسقوط في الهاوية والضلالة والانحراف عن الحق( وانهم يقولون مالا يفعلون ) دائما تجد العالم غير العامل الضال يدعو الناس إلى الخير وترك الشر ولكن لا تجده يعمل الخير بل هو يأكل مال اليتيم والأرملة ويستغل الضعفاء ولا يجاهد في سبيل الله ( وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) (البقرة:96) وفي النهاية إذا جاء العذاب تبرأ الذين أُتبعوا من الذين أتبعوا ولكن هيهات لقد حقت الكلمة و(يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) ( يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً ) (لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا ) (الفرقان:27-29) ومن قبل( قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ) (النمل:47) و( قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ) (النمل:56) . وينتهي الأمر بالعذاب .. ( فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ * مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) ( العنكبوت40-41) العنكبوت : علماء الضلالة الخونة ، ونسجهم : مجادلتهم للمرسلين وسفسطتهم واهنة ضعيفة فهل من متذكر فيخلص نفسه من شباكهم الضعيفة ويستفيق من لدغة العنكبوت والمخدر الذي دفعته في جسمه ويلتفت إلى الله فيتبع الحق ويعرض عن الباطل وأهله ويلتفت أن القوة بيد الله جميعا.
إضاءة
من كلمات المرسلين مع المعَذبين
تكذيب الرسالات الإلهية عادة اعتاد عليها بنو أدم فلم يستقبل قوم رسولهم بالأحضان بل هم على الدوام يستقبلونه بالاستهزاء والسخرية والتهكم وأخيرا القتل والتهجير وليس هذا الأمر بالصدفة أو أنه جاء من الفراغ بل هو نتيجة حتمية للصدام الذي يحصل عادة بين المرسل وقومه المنحرفين عن الصراط المستقيم فهو يحاول الإصلاح ونشر القسط والعدل والرحمة وأن يصبغ القوم بصبغة الله ويعيدهم إلى فطرة الله وكبراء القوم من العلماء غير العاملين والمترفين يحاولون جاهدين الإبقاء على الباطل مستشرياً في المجتمع الذي يتبعهم بعد أن أوهموه أنهم هم الحق وأن صبغتهم هي الصبغة الصحيحة لا أنهم عارضوا بها صبغة الله وأن الفطرة الملوثة التي لوثوها بآرائهم الباطلة هي الفطرة الصحيحة وهكذا يهيأ العلماء غير العاملين في المجتمع الذي استخفوه قاعدة منكوسة ترى المقاييس مقلوبة والحق باطلاً والباطل حقاً والمعروف منكراً والمنكر معروفاً . وفي ميدان المواجهة بين المرسلين وعلماء الضلالة غير العاملين والمترفين والمجتمع الذي استخفوه ينبري كل مرسل لينذر قومه لعلهم يتذكرون ويذكرهم بأيام الله لعلهم يتعظون ويعظهم بالأمثال لعلهم ينتبهون ويستيقظون وينبههم بالحكمة والآيات لعلهم يهتدون وها نحن ندخل ميدان المواجهة بين نوح وقومه فها هم قوم نوح يبكتونه ويستهزئون به( قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (هود:32) ثم يهددونه بالقتل (قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) (الشعراء:116) ماذا يفعل نوح لهؤلاء القوم المنكوسين الذين لا يجدون جواباً لكلماته المباركة وحكمته إلا الاستهزاء والسخرية والتهكم ثم التهديد بالقتل ومع أن فيهم علماء ولكن علماء غير عاملين علماء ضلالة بدل أن يستعملوا العلم لمعرفة الحق استعملوه للمجادلة والسفسطة وإضلال الناس وإبعادهم عن نوح ودعوته الحقة (قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (الشعراء 117-118) هذا بعد أن علم نوح من الله سبحانه ( أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (هود:36) لم تنفعهم كلمات نوح كأنهم أموات لا يسمعون قوله لهم (يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأعراف:61) (إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ) (هود:25) (َ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ) (هود: 26) ( إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (الأعراف: 59)) وعجيب أمر الناس فإذا كان الملوك يخافون على ملكهم الدنيوي الباطل وإذا كان العلماء غير العاملين يخافون على مناصبهم الدينية فعلى ماذا يخاف الناس هل يعقل أن إنساناً يُسلم قياده إلى علماء الضلالة كأنه دابة مربوطة يقودها صاحبها أينما يشاء هل يعقل أن الإنسان يرضى أن يكون تابعاً لأئمة الضلال حتى يردوه في الجحيم وهل يظن انه إذا قال يوم القيامة أنا تابع مستضعف سينفعه هذا العذر ، في ذلك اليوم يتبرأ أئمة الضلال من أتباعهم قال تعالى ( قَالَ وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ) (إبراهيم:21) وقال تعالى: ( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ) (البقرة 166-167) ولكن هيهات بعد اللتيا والتي فلا بد لهم أن يذوقوا عذاب الخزي في الحياة الدنيا ثم جهنم وبئس الورد المورود يوم القيامة. ويهدد نوح قومه :( فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ) (هود:39) ولا ينفع الإنذار والتهديد ويبقى الظلم لخليفة الله في أرضه نوح وتكذيبه إلى آخر لحظة ( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ) (القمر:9) (وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ) (الذريات:46) (وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى) (النجم:52) وتكون النتيجة في هذه الحياة الدنيا العذاب وهو بالنسبة لقوم نوح الغرق لأنهم لوثوا كل شيء وافسدوا كل شيء ..جاء الماء ليهلكهم وليطهر الأرض من آثامهم ( وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ) (يونس: 73) (ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) (الشعراء:66) (ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) (الصافات:82) ووقف نوح كما وقف صالح وشعيب من بعده متأوهاً على قومه متحسراً عليهم ( فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ) (الأعراف:79) (فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ ) ( الأعراف: 93) .
من كتاب إضاءات من دعوات المرسلين للسيد أحمد الحسن (ع) | |
|
قاهر الاصنام عضو نشيط
عدد الرسائل : 69 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 08/03/2008
| موضوع: رد: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً السبت سبتمبر 04, 2010 11:36 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما | |
|