أنوار المهدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فلسفة غيبة المهدي بلسان الشيخ مكارم الشيرازي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
MOTRQB_D313
عضو نشيط
عضو نشيط



ذكر عدد الرسائل : 56
العمر : 42
تاريخ التسجيل : 04/04/2008

فلسفة غيبة المهدي بلسان الشيخ مكارم الشيرازي Empty
مُساهمةموضوع: فلسفة غيبة المهدي بلسان الشيخ مكارم الشيرازي   فلسفة غيبة المهدي بلسان الشيخ مكارم الشيرازي Emptyالجمعة يوليو 11, 2008 2:17 pm

السؤال : نعلم أن الامام المهدي – الحجة بن الحسن العسكري – (عج) غاب عن الأنظار عام 260 هجري , وقد مضى على غيبته أكثر من ألف عام , نريد أن نعرف ما هي فلسفة هذه الغيبة الطويلة ؟
الجواب : ينبغي الالتفات – أولاً – الى أن غيبة الامام عن أعيننا لا تعني أنه يعيش في عالم آخر يغاير هذا العالم , ولا أن وجوده الجسمي تحول الى وجود غير مرئي على غرار أمواج الأثير , بل تعني غيبة الامام (عج) أنه يعيش وسط الناس , وهم لا يعرفونه , فهو يتمتع بحياة طبيعية .
لكن ما هي فلسفة هذه الغيبة الطويلة ؟ ينبغي الاجابة عن هذا السؤال بما يلي :
إن استراتيجية الامام المهدي (عج) تختلف تماماً عن استراتيجية الأنبياء والأئمة كافة ؛ وذلك لأن استرتيجيته غير قائمة على التقنين , بل هي استرتيجية تنفيذية – بكل ما للكلمة من معنى – في العالم بأسره , بمعنى أنه مكلف بتطبيق جميع مبادئ وتعاليم الاسلام في ربوع العالم , ونشر وبسط مبادئ العدل والقسط والحق بين كافة أفراد البشر .
صحيح أن الأنبياء والأئمة – أيضاً – أنجزوا شطراً من هذه الاستراتيجية , لكن نتيجة لعدم وجود الاستعداد الكافي لدى غالبية البشر , لم يتخذ هذا الموضوع أبعاداً عالمية ذات طابع شمولي ؛ فيتوقف بعد تغلغله في شعاع محدد من المجتمعات الانسانية .
من الواضح أن تطبيق كذا استراتيجية ثورية عالمية , تؤسس لنشر وترسيخ مبادئ العدالة والحق بين الناس في كافة بقاع العالم , تتطلب توفير مقدمات لا يتسنى لها الظهور الى حيز الواقع إلا بمرور الزمن وتكامل المجتمع من جميع النواحي , ونشير فيما يلي الى جملة من هذه المقدمات :
1- الاستعداد النفسي :
يجب – أول وهلة – أن تتعطش شعوب العالم وتتهيأ لتنفيذ هذه المبادئ , وطالما لم يتم الطلب من قبل شعوب العالم فان عرض أي نوع من الاستراتيجيات والبرامج المادية والمعنوية لن يكون مجدياً ومؤثراً ؛ حيث لا يسود قانون العرض والطلب في نظام الحياة الاقتصادية فقط , فلا تكون هناك قيمة لعرض البضاعة ما لم يكن لها طلب من الناس , بل إن عين هذا النظام سائد – أيضاً- في عرض البرامج المعنوية والأصول الأخلاقية والمدارس السياسية والثورية , فطالما لم يحصل طلب لهذه الأمور من أعماق قلوب الناس سيؤول عرضها الى الفشل .
بدهي أن مرور الزمن , وخيبة القوانين المادية , ونشوء المآزق الدولية , وجرّ البشرية الى أعتاب هاوية الحرب , سيعيي الشعوب العالمية , ويوقفهم على حقيقة أن أصول القوانين المادية , وما يسمى بالمنظمات الدولية , لن تجدي نفعاً في حل مشاكل الحياة واشاعة العدل في العالم ؛ بل إن هذا الاعياء والقنوط سيهيأ شعوب العالم لتقبل ثورة جذرية , ونحن نعلم أن هذا الموضوع بحاجة الى مزيد من الوقت لكي تثبت تجارب الحياة المريرة أن تمام الأنظمة المادية والمنظمات الانسانية عاجزة عن تنفيذ مبادئ العدالة , وإحقاق الحق , وتعزيز الأمن والاستقرار ؛ وفي نهاية المطاف , ونتيجة لليأس والقنوط يتولد هذا الطلب لدى البشر بغية تحقق تلك الأهداف الالهية , وتتهيأ الأرضية – تماماً- لعرض ثورة عالمية على يد رجل إلهي وسماوي ([1]).
2- تكامل العلوم والثقافات الانسانية :
من جهة أخرى , ثمة حاجة ملحة لتطور العلوم والثقافات الاجتماعية والشعبية في سبيل تشييد حكومة عالمية قائمة على أساس العدل والقسط , ولا يتسنى ذلك بدون التقدم الفكري ومرور الزمن .
وبعبارة أخرى : يتعذر إقامة حكومة عالمية في شتى أرجاء المعمورة , يحكمها العدل والقانون , ويتمتع فيها جميع البشر بكافة المزايا الفردية والاجتماعية للاسلام , مع الافتقار الى ثقافة متطورة في عموم الشؤون البشرية , ولا يتحقق ذلك بدون وجود ثقافة متكاملة ؛ وهذا – أيضاً – يحتاج الى مرور الزمن .
3- تكامل وسائل الاعلام العامة :
من جهة ثالثة , تحتاج حكومة كهذه الى وجود وسائل الاعلام العامة ؛ كي تستطيع من خلال ذلك إبلاغ القوانين والأحكام والمبادئ الانسانية الى الناس بشتى الطرق وفي مدة وجيزة , ولا يتحقق هذا الموضوع – كذلك – بلا تكامل الصناعات الانسانية ومرور الزمن .
4- تنشئة القوى الانسانية :
بغض النظر عن كل ذلك , يتطلب تحقيق هدف كهذا , وبناء ثورة كهذه إيجاد طاقة بشرية فعالة وبناءة , يتشكل منها جيش ثورة عالمية , ولا يتأتى إيجاد هكذا أفراد يضحون بكل ما لديهم في سبيل الهدف والحقيقة إلا بمرور الزمن .
اذا قرأنا في بعض الروايات أن فلسفة طول غيبة الامام هي امتحان واختبار الناس , فربما تكون تلك الروايات ناظرة الى هذه النقطة ؛ لأن الامتحان والاختبار من وجهة نظر الاسلام لا يعنيان الامتحانات العادية وكشف ما هو مكتوم , بل المراد منها تنشئة نفسيات طاهرة وبلورة الحد الأقصى من الاختبار والتدرب لدى الأفراد ([2]).
إن مجموع هذه الأمور الأربعة ([3]) يتطلب مضي زمن كبير ؛ ليتقدم العالم على كافة الصعد والمستويات , ويتولد الاستعداد النفسي والفكري لدى البشر لتقبل حكومة عالمية ترتكز على أساس الحق والعدل ؛ حينئذ يمكن تطبيق استراتيجية الامام المهدي (عج) على العالم برمته بوسائل وامكانيات خاصة 000 هذه فلسفة الغيبة الطويلة للامام .
لكن – مع كل ذلك – لماذا يظل الامام مجهولاً ويعيش بشكل غامض , في حين يمكنه الظهور بين الناس حتى وقت تحقق الوعد الالهي بقيامه بالثورة العالمية ؟
وللاجابة عن هذا السؤال نقول : يعيش الامام على شاكلة بقية البشر وفقاً للسنن الانسانية الطبيعية , بيد أنه يتمتع بطول العمر ؛ ولو عُرف لما اُمن عليه من سوء القوى الشيطانية المتواجدة في كل عصر ومصر , ولقامت بتصفيته والفتك به , كما يثبت لنا التاريخ صحة هذا الموضوع بشأن جميع الأئمة السالفين ؛ ولئن أفل كوكب عمر إمام من الأئمة الماضين على يد الشياطين حل محله إمام آخر , بينما يتفاوت الموضوع حول الامام المهدي (عج) ؛ لأنه آخر الحجج , وينبغي تنفيذ الاستراتيجية الالهية على يديه , وفي هذه الحالة هو مضطر للعيش مختفياً حتى يأذن له الله تعالى بالقيام بثورته الجبارة .
إن ما قيل آنفاً يتعلق بفلسفة غيبة الامام (عج) وعيشه مستتراً عن الأعين , أما الفوائد المتوخاة من استتاره خلف حجب الغيبة , ومدى انتفاع المجتمعات الانسانية – الآن – من هذا الوجود المقدس , فهذا ما يشكل موضوعاً منفصلاً , يخرج عن إطار السؤال المذكور , وينبغي أن يعقد له بحث مستقل .
(1) إحدى أهم الدلالات على قيام الامام صاحب العصر والزمان (عج) التي أكدت عليها جميع الأحاديث الاسلامية هي امتلاء الأرض بالظلم والفساد , فتخيم -– على أثر ذلك -–سحب اليأس والقنوط على المجتمعات الانسانية ؛ وفي الحقيقة يثقل الظلم والجور كاهل البشر حتى يعدّهم لتقبل ثورة جذرية بعيدة الأغوار على يد المصلح الالهي .
(2) حدثت جميع الامتحانات الالهية للأنبياء والأولياء لهذا الغرض , فلئن امتحن الله جل وعلا نبيه ابراهيم (عليه السلام) امتحاناً عسيراً كما قال : » وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ «(البقرة:124) فلأجل هذا الهدف , وليمحص هذا الرجل العظيم في خضم الأحداث كي يثبت صلابته وثباته وجدارته.
(3) يمكن تلخيص هذه الأمور الأربعة بما يلي : 1- التكامل النفسي . 2- التكامل الثقافي . 3- تكامل وسائل الاعلام العامة . 4- تشكيل جيش الثورة العالمية من مجتمع مضحٍ.
المصدر :الموقع الرسمي لسماحة الشيخ.
http://www.m-mahdi.com/forum/index.php
مقووووووووووووووول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فلسفة غيبة المهدي بلسان الشيخ مكارم الشيرازي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شَمْسٌ خَلفَ السَحابْ - بحث في غيبة الإمام المهدي عليه السلا
» فلسفة انتظار الإمام المهدي والنبي عيسى ( عليهما السلام )
» ولادة الإمام المهدي للمرجع الديني الشيخ بشير حسين النجفي
» فلسفة النمل .. تعلمها وحاول ان تطبقها في حياتك
» مسيحي يعلن إسلامه في مكتب سماحة المرجع الشيرازي(دام ظله)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أنوار المهدي :: المنتديات الاسلامية :: ¨°o.O ( منبر الإمـام المـهـدي المنتـظر ) O.o°¨-
انتقل الى: