هل أنت واحد من الذين يبحثون عن الشفاء من عذاب الصداع النصفي؟؟
اذا كنت واحدا منهم فمن الضروري أن تحتفظ بمذكرة صغيرة تدون فيها هذه
البيانات:
موعد حدوث الصداع النصفي
ماذا أكلت في ذلك اليوم؟
وصف حالتك النفسية في هذا التاريخ
تفاصيل المجهود البدني الذي بذلته في يوم حدوث الصداع النصفي
والمعلومات التي نقدمها هنا خرجت من مراكز البحوث البريطانية .. فقد اوشك
العلماء في مراكز البحوث بلندن ان يلتقطوا الخيط الذي يكاد يوصلهم الى دواء
الصداع النصفي.
ومن النتائج التي توصلوا اليها اصبخ واضحا ومؤكدا ان نوبات الصداع النصفي
تكون مرتبطة باحدى هذه الحالات .. او ببعض من هذه الحالات:
الارهاق الجسماني
الارهاق العصبي
الانفعال
عدم الانتظام في تناول الطعام
التعرض للشمس الساطعة
اضطراب الهرمونات بالجسم
ثم جاءت البحوث التي استمرت اكثر من خمسة عشر عاما وهي تبحث في
العلاقة بين مجموعة من الأغذية وبين حدوث الصداع .. ومن هذه الأطعمة:
الجبن ومنتجات الألبان
الخمور مثل النبيذ والبيرة
بعض أنواع السمك
الشكولاته
بعض الموالح
البصل
وبعد مجموعة كبيرة من البحوث اكد العلماء وجود علاقة بين حدوث الصداع
النصفي وبين دخول مادة طبيعية اسمها (تيرامين) الى جسم الانسان .. وهذه
المادة موجودة بنسبة مختلفة في الاغذية السابق ذكرها.
ومادمنا قد عرفنا ان هذه الاغذية ترتبك بحدوث الصداع فيمكن ان نتصور حالة
شخص يعيش في ارهاق عصبي .. وجسماني .. ثم يأكل من هذه الأغذية.
من الواضح أن الصداع النصفي سيكون قاسيا في هذه الحالة.
قبل أن تعذبوا أنفسكم:
ونكان نتصور الآن ماذا يمكن ان يحدث اذا كان القارئ من المعذبين بسبب
الصداع النصفي؟
انه على الفور سيصدر الامر بمنع دخول الجبن والشوكولاته (مايعيش عليه الناس
في الآونة الأخيرة) ومنتجات اللبن والسمك والبقول والبصل الى مطبخ بيته.
وهذا التصرف خطأ كبير..
فقد ثبت ان هناك نسبة معينة من نرضى الصداع النصفي تصيبهم نوبة الصداع
لاسباب اخرى غير تناول واحد من هذه الاطعمة.
ومعنى ذلك ان الصداع النصفي قد يحدث فعلا دون اي تدخل من الطعام.
فالمريض يستطيع ان يأكل اي نوع من انواع الطعام دون ان يخشى من خطر
الصداع الناتج عن تناول احد هذه الاطعمة التي تحتوي على المادة التي قد
تسبب الصداع.
فالخطوى الأولى التي نطلبها من المريض اذن ان يعرف أولاً:
هل هو من هذه المجموعة التي تصاب بالصداع بسبب تناول احد انواع الاطعمة
السابقة؟؟ .. أو أنه يتأثر بالطعام ولكن يصاب بالصداع تحت ظروف أخرى؟؟
ان الذي يمكن ان يحدد ذلك هو السجل الذي يجب ان يداوم المريض بالصداع
النصفي على اعداده حتى يتمكن من تحديد دور الطعام في احداث الصداع او
براءته من هذا الاتهام.
فاذا اكتشف ان الصداع يرتبط بتناول نوع معين .. فان عليه ان يمتنع عن تناول
هذا النوع.
أما اذا وجد ان النوبات تصيبه دون ارتباط بالطعام .. فانه في هذه الحالة
يستطيع ان يأكل ما يشاء وأن يراعي العوامل الاخرى التي يرتبط حدوثها
بالاحساس بالصداع.
والأمل القريب الذي ينتظر الاعلان عنه من المعامل البريكانية يدور حول دواء
جديد لشفاء حالات الصداع النصفي .. هذا الدواء يلغي مفعول هذه المادة
(التيرامين) التي يرتبط وجودها بنسب محددة في الدم بحدوث الصداع.
في مثل هذه الحالة، ستختفي حالات الصداع النصفي .. هذا العذاب الذي يبدو
اليوم امام المرضى به في صورة لغز صعب الحل والتفسير.
ابونضال