السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
ارحب بالجميع في هذا الموضوع المهم في وجهة نظري
قضية العادات والتقاليد والاعراف موجوده في كل المجتمعات وطرحي لهذا الموضوع بكل بساطه هو
اريد اعرف اسم هذه الامور من وجهة نظر كل عضو في منتدانا من خلال مجتمعه الذي يعيش فيه
وراح نتناول كل موضوع على حده لطرحه على ارض النقاش (لنبداء بسم الله )
**************
حينما يلتقي الزوجان بعد إتمام عملية الزواج معاً كأسرة واحدة، يبدأ كل منهما في استكشاف عالم الآخر من عادات وتقاليد ومعتقدات، وماذا يحب وماذا يكره؛ ذلك لأن كل منهما كان يعتبر عالماً مجهولاً بالنسبة لرفيق حياته، وقد يكون لدى بعضهم بعض العادات والسلوكيات التي قد تثير غضب الآخر مما يتطلب شيئاً من الصبر والحكمة في مواجهة هذه العادات حتى لا تكون مثار كدر يعكر صفو حياتهما ويؤثر مستقبلاً في حياة أولادهما، ومن أسمى أهداف الزواج: تحقيق الأمن والاستقرار النفسي؛ عملاً بقول الحق تبارك وتعالى: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون 21 {الروم: 21} غير أننا نجد نساءً كثيرات يعانين من بعض عادات أزواجهن، وتصرفاتهم التي ترتبط بالعادات التي نشأوا عليها، والتي يصعب تغييرها بعد ذلك، فنسمع سيدات يتحدثن عن أزواجهن بكل فخر وإعزاز، ومع ذلك يشتكين من بعض السلوكيات التي تثير غضبهن وغيظهن، وتخلق توتراً يعكر صفو وهدوء العلاقة الأسرية، فمثلاً
هناك الزوج الذي يترك جواربه ملقاة على الأرض
، أو يلقي بفوطته المبللة على فرش السرير،
أو ينسى أن يبلغ زوجته بالمكالمات التليفونية التي وردت إليها وهي غائبة،
أو الذي يخرج من أي غرفة ويترك النور مضاء
، أو الذي يفتح أي درج أو دولاب ويتركه مفتوحاً،
أو الذي يهمل في إصلاح شيء بسيط في السباكة يجيده تماماً، ويرفض في نفس الوقت إحضار السباك لإصلاحه بحجة أنه سيفعل ذلك ولكنه بالطبع لا يفعل.
وهناك الزوج أيضاً الذي يدخل في الليل متأخراً، ويوقظ زوجته ليسألها عن شيء معين أين وضعته.
هذه كلها أمثلة وإن كانت يسيرة ولا تعيب الزوج كرجل وزوج وأب، إلا أنها تخلق نوعاً من التوتر بين الزوجين؛ لأنها تتكرر بصفة يومية، فلا الزوجة تستطيع أن تتغاضى عنها، ولا الزوج قادر على تغييرها،
فما هو السبيل في مواجهة هذه الأمور؟!
يقول خبراء علم النفس والتربية:
إن هذه العادات المزعجة للزوجة تكون عادة نتيجة النشأة الاجتماعية في بيت الأسرة التي كثيراً ما تفرق بين معاملة الأبناء والبنات وهم أطفال صغار، فينشأ الولد وقد اعتاد على أن هناك بعض المسموحات والتجاوزات له، فلا يرتب سريره، ولا يرفع جواربه من على الأرض، ولا يبالي كثيراً بغلق الأبواب أو الأدراج التي يفتحها؛ لأن هناك دائماً والدته التي تنوب عنه في القيام بهذه الأشياء، أما الفتاة فتنشأ عادة على فكرة خدمة أفراد الأسرة حتى يرسخ فيها هذا الإحساس بالواجب، ويصبح جزءاً منها لا يتجزأ.
ويكبر الفتى بعد ذلك ليصبح رجلاً مسئولاً حنوناً ومثالياً في أشياء كثيرة ولكنه لا يشعر بأي باعث داخلي يدفعه إلى مراعاة حقوق ومشاعر الآخرين؛ لهذا فلا يمكن أن نلومه كثيراً إذا أدركنا أنه لا يشعر بأهمية هذه الأشياء البسيطة التي تثير غيظ وغضب زوجته؛ لأنه بالفعل لا يرى أنها ذات أهمية، ويعتقد أن زوجته تعمل (من الحبة قبة) كما يقولون.
اختلاف الاتجاهات بين الزوجين:
يرى علماء النفس أن المشاكل تظهر بين الزوجين عندما يتوقع أحدهما أن يكون للطرف الآخر نفس الإحساس تجاه أهمية الأشياء.
فكثيراً ما تفاجأ الزوجة بزوجها يسارع بالقيام بأشياء لا تشعر هي بأهميتها، في حين يماطل كثيراً في تلبية الأشياء المهمة في نظرها، فأهمية الأشياء هنا لا تقاس بمعيار واحد لدى كل الطرفين؛ لذلك اتفقت معظم آراء المتخصصين على أنه ليس هناك حل سحري لعلاج هذه المشكلة.
فالرجل سوف يستمر في أداء ما تعود عليه طوال حياته؛ لأنه لا يستطيع أن يفهم لماذا تثير هذه الأشياء أصلاً غيظ وغضب زوجته في حين أنها كانت لا تثير غضب والدته؟ ولكن ليس معنى ذلك أن تتقبل الزوجة هذه الأشياء في صمت وتحاول أن تكتم غيظها، فهناك دراسة للتعامل مع هذه المواقف تتطلب بعض الصبر وتمالك الأعصاب.
فأول خطوة ينصح بها المتخصصون هي تخفيف حدة الانتقادات التي توجهها الزوجة إلى زوجها؛ لأن الانفعال لا يفيد، ولكن يمكنها مثلاً أن تنتهز فرصة العيد وتقدم له هدية جميلة مرفقاً بها كارت تدون فيه كل الصفات الرائعة التي تجدها فيه، وتضيف في النهاية ملحوظة صغيرة تفيد بأنه لو استطاع تغيير بعض العادات التي تذكرها له فإنه سيكون الزوج المثالي في نظرها، ويمكن للزوجة أيضاً أن تتفق مع زوجها على أن تحاول هي أيضاً في المقابل تغيير بعض العادات التي تضايقه خاصة بعد أن أكدت الدراسات والأبحاث أن معظم الأزواج الذين تم التحدث معهم يشكون أيضاً من عادات كثيرة في زوجاتهم كان أهمها:
ترك الأحواض مملوءة بالأطباق وأدوات المائدة المتسخة حتى آخر النهار، فإذا احتاج الزوج إلى طبق أو كوب لا يجد شيئاً نظيفاً.
ينبغي مراعاة الذوق العام:
هناك أيضاً الزوجة التي تقول لزوجها: إنها مستعدة للخروج، فيهم هو بالوقوف عند الباب، ويضطر للانتظار حوالي 10 دقائق أخرى حتى تكون بالفعل مستعدة.
وهناك الزوجة التي تنتابها حالة عصبية في السيارة فلا تترك زوجها يقود في هدوء، وتظل طوال الطريق تلقي عليه بالتوجيهات والتنبيهات، أو الزوجة التي تظل بالساعات تتحدث في التليفون ولا تراعي ميعاد تناول الطعام أو انتظار زوجها لمكالمة عمل، فهي كلها أشياء يسيرة ولكنها تضايق الزوج؛ لذلك يمكن للزوجين أن يتفقا على أن يحاول كل منهما التغيير من عاداته حتى يتحقق الهدوء والراحة في منزلهما، ويخيم عليه الاستقرار، ويسود مناخ الألفة والمحبة، ويشعر الزوجان أن كلاً منهما مكمل للآخر، وينعم الأولاد وسط مناخ التفاهم الذي يعم خيره كل أفراد الأسرة.
كما ينصح خبراء الاجتماع كل زوجة أثبتت لها الأيام أن عادات زوجها التي تضايقها لن تتغير بأن تحاول هي تغيير ردود فعلها تجاهها، لأنها في النهاية أشياء يسيرة بالفعل، خاصة إذا كان الزوج فيه معظم الصفات التي تتمناها الزوجة.
بالصبر تبلغ ما تريد:
يؤكد المتخصصون أن عملية تغيير العادات المترسخة في النفس مثل أي عملية تجديد تحتاج إلى الصبر والهدوء؛ لأن الانفعال والغضب لا يفيدان، ولهما آثارهما السيئة.
ولتحاول كل زوجة أن تتغاضى عن هذه الأشياء، ولا تركز في نظرتها إلى زوجها إلا على صفاته الجميلة، وتقنع نفسها بأنها حاولت وفشلت فلتقبله إذاً بعيوبه وصفاته كما يتقبلها هو بعيوبها وصفاتها، فليس هناك إنسان كامل على وجه الأرض، كما أن هناك نظرية تقول: إن ما يصيبنا بالأمراض ليست الأشياء في حد ذاتها ولكن نظرتنا المشوهة لهذه الأشياء.
وبذلك ينبغي أن نعدل من نظرتنا وتقييمنا الخاطئ لبعض الأمور، وأن السعادة بعد توفيق الله تكون في الغالب من صنع أيدينا، ونظرتنا المتفائلة للحياة.
متعنا الله تعالى، بحياة آمنة ومستقرة، ومنحنا الأمن والسكينة، وكفانا شر الغضب الذي نهى عنه الإسلام السمح.
*************