موضوع: السيد الخميني وعلاقته بالإمام المهدي المنتظر الجمعة سبتمبر 21, 2007 2:31 am
كل من يريد التكلم على هذه الشخصية العرفانية يجد نفسه مطوقا ومحاصرا بأبعاد إنسانية عميقة المعنى والمضمون الروحي والإجتماعي والنفسي والسياسي، الشيء الذي يجعل المحلل أو القارئ لهذه الشخصية في حيرة من أمره وهو يحاور هذه الرجولة العرفانية التي ميزت الإمام قدس الله أنفاسه الزكية طوال حياته المليئة بالعبرة والمسؤولية والأمانة، فالإمام الخميني بحر بلا ساحل ورجل العرفان المتعالي، والقليل من سوف يدرك عمقه الوجودي ووعيه الكوني .
الإمام الخميني الرجل المبلغ
لا تستطيع أن تكون عارفا شامخا ما لم تكن مبلغا مسؤولا.
يحمل إسم الخميني إسما روحيا في كيانه فهو مكون من كلمة خم، وغدير خم هو اسم لمكان بلغ فيه أعظم أمر سماوي على الإطلاق وهو أمر الولاية العلوية وتمام الدين الإسلامي بإبلاغ الشهود الحاضرين أنذاك ذلك الأمر العظيم الذي جعل رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله يتردد في إبلاغه للقوم، فجاءت الآية تأمر الرسول الأعظم بإبلاغ قومه أمر الولاية العلوية والتي تعتبر من تمام وكمال الرسالة السماوية ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته…) ومن هنا نجد إمامنا الراحل بدأ ثورته الإسلامية ضد قوى الظلم والاستكبار حيث قال كل ما لدينا من عاشوراء رابطا الحاضر بالماضي، وأكد ذلك أيضا في وصيته السياسة المشهورة قائلا ومذكرا المسلمين على اختلاف مذاهبهم ومعتقداتهم الحديث النبوي المشهور ( …إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهلي بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض).
الحديث عن هذه الشخصية الإنسانية العملاقة يعطيك قوة كبيرة تجعل منك إنسانا حقيقيا يبحث عن وجوده في كل ما روي عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة أهل البيت عليهم السلام، وهكذا نجد الإمام يقول في إحدى كتبه العرفانية لن يعرف معنى الآية الكريمة والتي جاءت في سورة الحديد ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم) إلا ثلا ثة أشخاص في آخر الزمان فهل اجتهدنا نحن المحبين للإمام في معرفة صفات أو سر هؤلاء الأشخاص الثلاثة؟ لقد بلغ الإمام الخميني قدس هذا الأمر لكن القليل من سوف يرى أن المسألة تحتاج إلى بحث أو تدقيق، لقد كان يريد شخصه العظيم أن يثير في بواطننا حب التطلع إلى المقامات الغبية، الشيء الذي دفعه لتبليغنا هذا الأمر.
الإمام الخميني ذلك الإنسان الذي لا يعرف
سيبقى الإمام الخميني ذلك النور الذي زار الأرض من الأعالي وكان في ذلك بشيرا وسفيرا عاما للإمام المهدي عليه السلام موجها للإنسانية جمعاء رسائل الخير ليطرد عنها وهم التخلف والتهاوي في مزالق الأمم التي سبقتنا، لقد كان خبيرا بالنفس الإنسانية وما تحمله هذه الأخيرة من سلوكيات وطاقات تجعل الإنسان إما ملاكا أو شيطانا، وهكذا وجدناه يكلمنا عبر الأربعون حديثا عن جهاد النفس، ذلك الكتاب الذي كل من قرأه بقلب سليم وحب في الله يجد نفسه وقد تحرر من كل القيود الوهمية التي كبلت الإنسانية منذ قرون قد سحقت في عجلة التاريخ. فسلام الله عليك مني يا روح الله يا حبيب قلبي لن أنساك وكيف أنساك وقد جعلتني كلماتك الحية إنسانا متحررا من كل القيود ، ومن كل الكلمات الميتة لأجد نفسي حيا بالكلمات الإلهية الحية والنورانية كلمات المعصومين عليهم السلام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته منقول
a المدير العام
عدد الرسائل : 2494 المزاج : تمام تاريخ التسجيل : 02/08/2007